responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحول المذهبي نویسنده : الحسّون، علاء    جلد : 1  صفحه : 98

" أبسط ما يُقال في عقيدة أهل السنّة أنّها عقيدة حكوميّة. عاشت في أحضان الحكّام منذ نشأتها وحتى اليوم، وأخذت من هؤلاء الحكّام الدعم والشرعيّة التي أتاحت لها الاستمرار والانتشار والبقاء..

وهذا هو العامل الوحيد الذي جعل هذه العقيدة في مركز الصّدارة وجعل منها عقيدة الأغلبيّة، إذ هي في حقيقتها لا تملك أيّة مقوّمات تكفل لها البقاء والانتشار..

إنّ عقيدة أهل السنّة في حقيقتها عقيدة هشّة خلقت لمجاراة الواقع وإضفاء المشروعيّة عليه، وكان يمكن لها أن تنتهي بانتهاء هذا الواقع لولااحتضان الحكام لها..

ولقد قدّر لعقائد كثيرة أن تصبح في ذمّة التاريخ على الرغم من كونها تحمل الكثير من المقوّمات التي تكفل لها الاستمرار والبقاء، وسبب ذلك يعود إلى معاداة الحكام لها وسعيهم الدائم لاستئصالها..

ونتيجة لحالة الأمن والدعم التي واكبت عقيدة أهل السنّة منذ نشأتها في العصر العبّاسي وحتى الآن..

ونتيجة لالتفات الجماهير حولها وتحوّلها إلى عقيدة الأغلبيّة..

ونتيجة للدعاية الواسعة التي واكبتها..

ونتيجة لحالة الكبت والبطش والتنكيل التي لاحقت وطوّقت العقائد والاتّجاهات الأخرى المنافسة لها والتي أدّت في النهاية إلى القضاء عليها وانحسار بعضها في ركن مظلم ومحاصر بشتى الفتاوى الإرهابيّة..

نتيجة لهذا كلّه وضعت عقيدة أهل السنّة في مقام عال بعيد عن الشبهات واعتبرت الامتداد لعقيدة الرسول (صلى الله عليه وآله)والسلف الصالح، مما نتج عنه بالتالي اعتقاد كونها عقيدة الفرقة الناجية من النار، من التزم بها وسار على دربها نجا من عذاب النار، ومن تخلّف عنها وخالف نهجها كان من أصحاب دار البوار..

وعاش المسلمون في هذا الوهم الذي باركه الحكام وفقهاء السلاطين تحت حراسة كمّ هائل من الرّوايات المُختلقة والفتاوى.

نام کتاب : التحول المذهبي نویسنده : الحسّون، علاء    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست