responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 60
العواطف فقط، إنّما لابدّ أن ينعكس على الموقف والاتجاه.

وإذا كانت الاتجاهات غير بارزة على السطح أيام الرسول (ص) فهو على أي حال قد تنبأ بها ولمس خيوطها كان يقرأ تلك الاتجاهات في وجوه قريش وفي وجوه عدد من الصحابة، وكان يعرف حجم الفتن التي ستجابه الأمة.

ومن هنا كان يؤكد دوماً ان اتجاه علي هو الحق عند افتراق الاتجاهات، وان جبهة علي هي الحق عند تعدد الجبهات، لقد كان يقول ويكرر القول:

" ستكون بعدي فتنة، فاذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب، فانه أول من يراني، وأول من يصافحني يوم القيامة ".

علي هو الطليعة مجتمعة في واحد، وعلي هو قمة الطليعة متفرقة في أفراد، ولذا فهو أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة. ولزوم علي بن أبي طالب هنا لا يعني مفهوماً مرناً يقبل النقائض، إنما هو التزام إتجاهه وخطه في كل مجالات الاختلاف ومجالات الفتن. أما التودّد وإضمار المحبة له دونما اتّباع، فليس هو المطلوب بالأساس وهكذا كان يقول (ص): " تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق، وإذا كان علي يمثِّل الطليعة، فخطه هو خط الطليعة كلها، هو خط سلمان، وأبي ذر، وعمار، والمقداد، وحذيفة خط واحد هو الحق لا سواه.

ولذا فأن " عمّار مع الحق والحق مع عمّار " كما قال (ص) ولذا أيضاً: " إذا اختلف الناس فابن سميّة مع الحق " كما قال (ص) لأن ابن سمية من الطليعة، ومن شيعة علي، فهو في نفس الخط وهو (ص) نفسه يقول لعمار:

" يا عمار بن ياسر: ان رأيت علياً قد سلك وادياً، وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي فانه لن يدليك في سدىً ولن يخرجك من هدىً ".

وتعبيراً عن هذه الوحدة أيضاً، الوحدة في الخط، قيل: يا رسول الله عمّن نكتب العلم؟ فقال: عن علي وسلمان.

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست