responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 51
عهداًلم يعهده إلى غيره ".

وعلي نفسه كان يقول: " كانت لي منزلة من رسول الله (ص) لم تكن لأحد من الخلائق، كنت أدخل على نبي الله كل ليلة، فان كان يصلي سبَّح فدخلت وان لم يكن يصلي أذِنَ لي فدخلت ".

وعنه أيضاً: " كان لي مع النبي مدخلان، مدخل بالليل، ومدخل بالنهار " لماذا اختصّ النبي علياً بذلك، وهل كان من باب الصدفة؟

النظرة التحليلية الشاملة تقنعنا في أن النبي كان يهدف إلى إعداده كاملا ووضع الرسالة كلها بين يديه وأمام عينيه، وكان يقصد ذلك قصداً، ويتعمده عمداً، فاذا سكت علي ابتدأ النبي، وإذا نفدت أسئلته تبرّع النبي بالعطاء.

وحين كان يقول: " أنت تبيّن لأمتي من بعدي " كان يعني حقيقة ما يقول. فالأمة لا تملك تفاصيل الرسالة ولا استعدّت لذلك، إنما علي والصفوة المؤمنة هم القواعد بعد الرسول (ص)، وهم روافد الأمة.

ليس علي وحده هو الذي يحظى بالعناية الاستثنائية، إنما سلمان وأبوذر وعمار كان لهم حصَّة، كان لهم مدخل على الرسول (ص) كما كان لعلي مدخل، وكان لهم بعد ذلك من العلم حظ وافر لا يدنو منه أحد من رجال هذه الأمة.

أليس ملفتاً للنظر أن هؤاء الصفوة مثلوا خطاً واحداً بعد الرسول (ص)، ومثّلوا خطاً واحداً أيام الرسول (ص). ما الذي جمعهم؟ ومن ربطهم؟ وكيف اتَّحدت كلمتهم؟

نعم، كان نصيب علي من تلك العناية أكبر، لأن علياً نفسه كان أكبر وأنضج.

كان علي نفس الرسول لحمه من لحمه، ودمه من دمه، وكان علي أخا الرسول، وكان علي من النبي (ص) بمنزلة هارون من موسى. هكذا كان يقول رسول

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست