responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 190
أمّا الإمام فقد كان أخطر شيء عليه أن يجتمع عثمان وعبد الرحمن وسعد، وحينذاك سيكون الأمر لعثمان لأن عبد الرحمن معه، وكلمته هي الفصل في الصيغة التي جعلها عمر للشورى.

ثم هو آمن من جهة الزبير وطلحة، المجال مفتوح لكسبهما.

ومن هنا فقد سعى الإمام سريعاً لعزل سعد من جبهة عثمان. أتى إليه ومعه الحسن والحسين فقال له:

" يا أبا اسحاق: انّي لا أسألك أن تدع حقّ ابن عمك بحقي، أو تؤثرني عليه فتبايعني وتدعه، لكن إنْ دعاك إلى أن تكون له ولعثمان ثالثاً فأنكر ذلك.

فقال سعد: لك ما سألت ".

كم رائعة هذه المبادرة من الإمام؟!

وكم رائعاً الأسلوب الذي جرى عليه الإمام، حتّى ملك فكر سعد وعواطفه معاً، فقال: لك ما سألت!

وتجاوز الإمام هذه الخطوة.

فجاء إلى عبد الرحمن بن عوف نفسه، فأحلفه على أن لا يميل إلى هوىً، وأن يؤثر الحق، وأن يجتهد للأمة، وأن لا يحابي ذا قرابة.

وحلف له عبد الرحمن.

ولو صدق في هذا الحلف لكان لا يحيد عن علي.

لكنه لم يكن ليؤثر الحق على العاطفة، والرسالة على الهوى، وأخيراً مال إلى عثمان.

أمّا سعد: فقد أتاه عبد الرحمن قائلا: هلمّ فلنجتمع.

فقال سعد: إن كنت إنما تريد الأمر لعثمان فعليّ أحقّ بالأمر، وأحبّ اليّ من عثمان.

وشاءت الأقدار، بل شاءت صيغة الشورى التي وضعها عمر، أن لا يرجع

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست