responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 170
ومهما يكن في شأن هذا الموقف، فانّ القوى الحاكمة بادرت للتغلّب عليه، وجرّ أبي سفيان إلى صفوفها.

ولقد أشار عمر على الخليفة الأول أن يعفي أبا سفيان من كان بيده من الصدقة، ففعل، فرضي أبو سفيان، وانحاز إلى الحزب الحاكم.

وواصلت قوى الحكم عزلها للوجود الشيعي، وتقليص نفوذه في الأمة، لأنّ هذا الوجود ليس هيناً، صغيراً، حقيراً.

انّه يملك أفضل موقع، وأنصع صورة، في نظر الناس.

كما انّه يملك الحقّ، والصدق، والشرعيّة.

وممثلوه يملكون الإخلاص، والبطولة، والصلابة.

وانّ أي تحرّك من هؤلاء قد يؤدّي بالحكم القائم.

ومن هنا لابدّ من عزل هذا الوجود، وتصغيره للناس، وسلب امكانياته على التحرك، ولقد نجحت الخلافة الحاكمة في عزل الخط الشيعي عن مواقع المسؤولية.

فلقد سمعنا عن قيادات أبي عبيدة الجراح، وخالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، وتولّيهم لمواقع عسكريّة وسياسيّة ولكننا لم نسمع عن قيادة لعلي بن أبي طالب أيام الخلافة الحاكمة في جيش أو ولاية.

ولقد كان من السهل تفسير هذا لو انّ علياً لم يكن محارباً من الطراز الأول...

كان هناك إذن تجنب لعلي وحزب علي في ميادين القتال.

كما كان هناك أيضاً تجنب لهم في تولية المناصب "[1].

حتّى انّ معاوية سجّل هذه الحقيقة في كتابه لـ (محمد بن أبي بكر)، فقد قال


[1] اليمين واليسار: 75 ـ 76.

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست