مئات المجلدات ـ بل كشف لنا السرّ والسبب الذي من أجله خالف أهل الكتاب الإسلام، وبيّن لنا وللناس أجمعين أنّـهم ـ وهم اليهود وغيرهم ـ كبر في أنفسهم التسليم لمن اختاره الله عزّ وجلّ، وذلك هو دأب إبليس ومن اتبع خطاه، حيث خالفوا من اختارهم الله عزّ وجلّ، ثم فرّقوا دينهم واختلقوا آلاف المسائل الخلافية؛ لكي تكون المبرّر لهم أمام الناس للمخالفة، والمنازعة لمن اختارهم الله.
نعم، أخي الباحث، لو تمعن النظر قليلاً، تجد أنّ المسلمين بعد وفاة الرسول (صلّى الله عليه وآله) مباشرةً لم يكن بينهم أي اختلاف عقائدي، ولكنّهم اختلفوا، وحدث نزاع شديد لا ينكره إنسان منصف باحث عن الحق، أدّى ذلك النزاع إلى طرد بعض الصحابة الأجلاّء من مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) مثل أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ ثم انجرّ النزاع إلى قتل الخليفة عثمان ثمّ تحوّل إلى حرب الجمل وصفين والنهروان و.. و...
فأنت تسأل لماذا كل تلك الاختلافات، والنزاعات، والحروب مع أن الرسول (صلّى الله عليه وآله) ترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاّ هالك؟
ويتّضح لك أن المشكلة هي نفس مشكلة الأمم السابقة، وهي النزاع من أجل علوّ الكلمة، فكلٌ يريد أن يقول أنا خير منه، ونحن أحق بالملك منه، وصدق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حيث قال: ((لتتبعن سنن من