responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بنور القرآن إهتديت نویسنده : يحيى طالب مشاري الشريف    جلد : 1  صفحه : 41
منه أنه أباح لهم غرفة واحدة، وحرّم الغرف الأخرى، والماء واحد والحال واحد، وهذا هو قمة ابتلاء الإيمان والخضوع، فلو فرضنا أنفسنا مكان أصحاب طالوت، هل سنتحمل منه هذا الأمر الذي يبدو كأنه تحكّم واستخفاف بالأتباع مع أنه لم يكن نبياً ولا هو ذو مقام ولا ذو مال في قومه قبل اختياره للقيادة، إنه موقف صعب يحتاج الى درك كبير لمقام المختارين من قبل الله عزّ وجلّ حتى ولو لم يكونوا من الأنبياء، ولا المرسلين، فلو أخذ رجل ـ ثبت لي أنه مختار من قبل الله ـ رمانة وشقها نصفين، ثم قال لي هذا النصف حرام عليك، وهذا حلال، هل عندي استعداد لأن أخضع له في مثل هذا الأمر الذي يبدو وكأنه عبث؟ إذا لم أشعر من نفسي بتقبل هذا الأمر وأمثاله، فيجب علي أن أراجع حساباتي، وأجدد النظر في أمر إيماني بالله عزّ وجلّ، ومن تلك الدروس أيضاً أننا نرى أن بني إسرائيل لمّا سلّموا أمرهم لخيرة الله، وصفوته نالوا العزّ والمجد في الدنيا والآخرة، ولكنهم بعد ما انحرفوا عن تلك الحال، وعادوا إلى عادتهم الخبيثة، وهي محاربة أولياء الله وخيرته، كانت نتيجة عملهم أن سلب الله ـ تعالى ـ منهم شرف النبوة إلى يوم القيامة، وأبدلهم بالعزةِ الذلةَ والهوان والمسكنة إلى يوم القيامة.

فلنعتبر ممّا حدث لبني إسرائيل، وإلاّ نزع الله منّا شرف الإسلام، والدين الحق إلى يوم القيامة، فالله عزّ وجلّ ليس بينه، وبين أحد هوادة.

نام کتاب : بنور القرآن إهتديت نویسنده : يحيى طالب مشاري الشريف    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست