هذه الآيات الكريمات تذكر قصة طالوت (عليه السلام) وتبيّن أن بني إسرائيل عرفوا أنّه لا خلاص لهم من الذل والهوان، إلاّ اللجوء إلى رجل يختاره الله عزّ وجلّ لهم قائداً وإماماً.
وفي هذه الآيات دروس وعبر ومن جملتها:
1. معرفة بني إسرائيل لسرّ الفلاح، وهو التسليم لمن اختاره الله عزّ وجلّ واجتباه.
2. مع معرفتهم اليقينية بذلك إلاّ أنّهم لمّا اختار الله عزّ وجلّ رجلاً منهم وهو طالوت؛ إذا بهم يعترضون على خيرة الله عزّ وجلّ كما اعترض إبليس، وقابيل وأكابر المجرمين، ومن شاكلهم من أعداء الله المعاندين لاختيار الله عزّ وجلّ في كلّ زمان ومكان، وقالوا: نفس الكلمة الشيطانية {نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ} كما قال: إبليس { أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ} وقالوا: {لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ} وقال إبليس: {خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}.
وهكذا دائماً يبدأ النزاع والخلاف، ثم يتحوّل إلى فرق ومذاهب، كل حزب بما لديهم فرحون.
ولكن بني إسرائيل كانوا في ظروف صعبة، أجبرتهم على التسليم لولي الله وخيرته طالوت (عليه السلام) ; مع أنّ نبيهم قد بيّن لهم أنّ