فقد استعبدهم فرعون، وحقّرهم وأذلّهم، وكل ذلك يشرحه القرآن الكريم، ويشرح كيف أذلهم وسحقهم فرعون وجنوده، فرعون الذي ادّعى أنّه ربّهم الأعلى، وفعل بهم ما فعل، ولم يستطع أحد مقاومته والوقوف أمام ظلمه وطغيانه.
ولكن كيف استطاع بنو إسرائيل التخلّص من هذا البلاء العظيم، هذا ما سنذكره في مرحلتهم الثانية.
2. مرحلة الانتصار والتفضيل:
بعد أن جمع فرعون السحرة من كل حدب وصوب؛ ليواجهوا معجزة موسى (عليه السلام)، كما ورد في القرآن الكريم بقوله تعالى: {قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}[1].
فهؤلاء السحرة مجتمعون لمواجة آية موسى (عليه السلام) (العصا)، ينتظرهم كل النعيم المادي بجميع أشكاله، شريطة أن يقولوا للنّاس إنّ ما عند موسى (عليه السلام) إنّما هو سحر كسحرهم، وينتظرهم كلّ أنواع العذاب، والظلم والقهر إن هم أيّدوا موسى (عليه السلام) وقبلوا قوله بأنّ العصا ليست سحراً، بل هي معجزة من الله وآية منه ـ تعالى ـ.