responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 22

خامساً: التدبر والنظرة الواعية

قد تظهر حقيقة إيمان الاِنسان من خلال نظرته الفاحصة الواعية لمن حوله، فحينما يرى الناس منهمكين في إعمار دنياهم وتخريب دينهم، فيأثرون الفاني على الباقي، يدرك ـ حينئذٍ ـ أنّ هؤلاء عقلاء في دنياهم حمقاء في دينهم. فهذه النظرة وذلك الاِدراك يكشفان عن وصول الاِنسان لحقيقة الاِيمان الواعي. ومن هنا قال الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم لاَبي ذر الغفاري رحمه الله: «يا أبا ذرّ لا تصيب حقيقة الاِيمان حتى ترى الناس كلّهم حمقاء في دينهم، عقلاء في دنياهم» [1]. وقد ورد عن الاِمام الصادق عليه السلام ما يشير إلى ذلك بقوله: «لن تكونوا مؤمنين حتى تعدّوا البلاء نعمة والرَّخاء مصيبة» [2].

ولا تكفي ـ بطبيعة الحال ـ النظرة الواعية في تحقق الاِيمان الكامل بل لا بدَّ من موقف معاكس ومخالف لما عليه عامة الناس وهو إيثار الباقي على الفاني والعزوف عن الدنيا الفانية..

لقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً حارثة.. فقال له: «كيف أصبحت يا حارثة ؟ فقال: أصبحت يا رسول الله مؤمناً حقاً، قال صلى الله عليه وآله وسلم: إنَّ لكلِّ إيمان حقيقة، فما حقيقة إيمانك ؟ قال: عزفت نفسي عن الدنيا، وأسهرت ليلي وأظمأت نهاري فكأني بعرش ربي وقد قرب للحساب وكأني بأهل الجنة فيها يتراودون، وأهل النار فيها يعذّبون.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت مؤمن نور الله الاِيمان في قلبك، فاثبت ثبتك


[1]مكارم الاَخلاق، للطبرسي: 465.

[2]تحف العقول: 377.

نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست