قد تبرز حقيقة الاِيمان في سلوك عبادي سويّ، من خلال العمل بأوامر الله واجتناب نواهيه والنصيحة
لاَهل بيت رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. وفي هذا الصدد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أسبغ
وضوءه وأحسن صلاته وأدى زكاة ماله وخزن لسانه وكفَّ غضبه واستغفر
لذنبه وأدّى النصيحة لاَهل بيت رسوله فقد استكمل حقائق الاِيمان وأبواب
الجنة مفتحة له» [2]. وقد تظهر حقيقة إيمان العبد في ضبطه لجوارحه
وخاصة لسانه، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «لا يعرف عبدٌ حقيقة
الاِيمان حتى يخزن من لسانه» [3].
سابعاً: الموقف الاجتماعي
وقد تظهر حقيقة الاِيمان في موقف
إجتماعي مشرّف كأن ينفق المؤمن على ذوي الفاقة على الرغم من ضيق
ذات يده، أو أن ينصف الناس من نفسه فلا يُسيء لهم ولا يظلمهم، أو
يبذل علمه للجاهل منهم. كل موقف من هذا القبيل قد يأخذ بيد المؤمن
إلى مراقي الصعود في درجات الاِيمان، ويشكّل بمفرده حقيقة من
حقائقه الناصعة، يقول الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم: «ثلاث من الاِيمان: الاِنفاق
من الاِقتار، وبذل السلام للعالم، والانصاف من نفسك» [4].
ثامناً: حالة الخوف والرجاء
قد تتمثل حقيقة الاِيمان في الجانب النفسي عندما يكون المؤمن في حالة نفسية بين الخوف والرجاء عاملاً