responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والتبصرة من الحيرة نویسنده : ابن بابويه القمي    جلد : 1  صفحه : 11

لئلا تقسو ـ بطول أجل يضربه الله ـ قلوب ،

ويستبطأ [١٥] في استعمال سيئة وفاحشة ، وموعدة عقاب ،

وليكون كل عامل على أهبة ،

ويكون من وراء أعمال الخيرات أمنية ، ومن وراء أهل الخطايا والسيئات خشية وردعة ،

وليدفع الله بعضا ببعض ،

والسنة القديمة على هذا قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أمر الساعة حين أنذر قومه : صبحتكم الساعة ، مستكم الساعة ، بعثت أنا والساعة كهذه من هذه [١٦].

فلولا ما أراد من المدافعة وتقريب المدة على عامل الخير والشر والثواب والعقاب ، لعلم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن ما جرت إليه الامة الضالة دون وقوع الساعة ، وأن ما وعده الله في أهل بيته من اظهارهم على الدين كله قبل حدوثها يكون.

وعلى هذا مضت الرسل ، ودرج الأخيار ، كل يقرب القيامة ، ويدني الساعة ، ويبشر بسرعة المجازاة على العقاب والثواب.

ولو كان الخبر عن كل شيء بحقيقته مقدما ، والأجل في كل مدة مضروبا ممهدا ، لكان حق الرسالة وفرض البلاغة على عيسى عليه‌السلام أن يأمر من يعلم أنه يبلغ زمن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقتصر على ما يعهده في أيامه ، ثقة بأن شريعته تنسخ الشرايع ، وعلما بأنه خير النبيين وسيد المرسلين.

ولاقترف أهل كل فترة ذنوبا عظيمة وجرايح كثيرة ، ولكنهم كانوا على اقتراب من انتظار عقاب أو ثواب وبذلك دفع الله الناس بعضهم ببعض.

وهذه السنة في الأئمة عليهم‌السلام مستعملة ، وعلى أيامهم جارية ، وفيهم قائمة.

ولو كان أمرهم مهملا عن العدد وغفلا ، لما وردت الأخبار الوافرة بأخذ الله


[١٥] فيهما : يستبطئ.

[١٦] اقتباس من البحار ج ٢ ص ٣٠١ ح ٣.

نام کتاب : الإمامة والتبصرة من الحيرة نویسنده : ابن بابويه القمي    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست