ولولا التقية
والخوف ، لما حار أحد ، ولا اختلف اثنان ، ولا خرج شيء من معالم دين الله ـ تعالى
ـ إلا على كلمة لا تختلف وحرف لا يشتبه.
ولكن الله ـ عظمت
أسماؤه ـ عهد إلى أئمة الهدى في حفظ الأمة ، وجعلهم في زمن مأذون لهم باذاعة العلم
، وفي آخر حلماء ( يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ
اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ )[١١].
عظم هذا من أمر وجل!
ولأمر ما وقع وحل!.
وغير عجب أن يحدث
في مثله من الأوقات خبر يحمي خيط الرقبة [١٢]. ويحرس بفضل المداراة جمهور البيضة.
وفي مثل هذا الزمن
خولف الأمر في العدد ، حتى أوقع في الظاهر أمر ما لا خلاف في استبطانه ، وكشف عن
سبب لا شك في كتمانه.
وليست إشارة
مشهورة واذاعة بينة أن يقول ولي من أولياء الله وثقة من خزان أسرار الله أن صاحب
هذا الأمر أثبت [١٣] مني ، وأخف ركابا.
هذا ، مع الروايات
المشهورة والأحاديث الكثيرة : أن الوقت غير معلوم ، والزمن غير معروف ،
ولولا كتمان الوقت
والمساترة به ، لما استدل عليه بالصحيحة [١٤] ، والآيات وخروج رايات أهل الضلالات ،
ولقيل : إنه فلان
بن فلان ، وإن يومه يوم معلوم بين الأيام ،
ولكن الله ـ جل
اسمه ـ جعله أمرا منتظرا في كل حين ، وحالا مرجوة عند كل أهل عصر ،