نام کتاب : الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين(ع) نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 70
وبعد
: فإن العفو من الله سبحانه قد يكون عن العاجل من العقاب ، وقد يكون عن الآجل من
العذاب ، وقد يكون عنهما جميعا إذا شاء ، وليس في الآية أنه عفا عنهم على كل حال ،
ولا أنه يعفو عنهم في يوم المآب ، بل ظاهرها يدل على الماضي دون المستقبل ، ويؤيده
قوله تعالى : (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون
الأدبار وكان عهد الله مسؤولا)[١].
فقد ثبت أنه لا يكون العفو في كل حال ،
وإن عفا فقد عفا عن السؤال ، فإذن لا بد أن يكون معنى العفو على ما قلناه في
الدنيا عن العاجل دون الآجل ، كما عفا سبحانه عنهم في يوم بدر ، لما كان منهم من
الرأي في الأسرى ، وقد أخبر أنه لولا ما سبق في كتابه ، من دفع العقاب عن أمة محمد
صلىاللهعليهوآله
، وترك معاجلتهم بالنقمات ، لمسهم منه جل جلاله عذاب عظيم ، أو يكون العفو عن خاص
من القوم دون العموم ، وإلا لتناقض [٢]
القرآن.
وعلى أي الوجهين ثبت العفو عن المذكورين
، فقد خرج الأمر عن يد خصومنا في براءة ساحة من يذهبون إلى إمامته وتعظيمه
والولاية له [٣]
لأنه لا تتميز الدعوى إلا بدليل ، ولا دليل للقوم إلا ما تلوناه في العفو ، وذلك
غير موجب بنفسه التغيير والتمييز بخروجه عن