ساعدوه فلعنوا من يلعنه، ثمّ ثنّوا[1] وقالوا: اللّهمّ صلّ على عبدك هذا بَذَلَ ما في وسعه، ولو قدر على أكثر منه لفعل، فإذا النداء من قبل الله عزوجل: قد أجبت دعاءكم وسمعت نداءكم، وصلّيت على روحه في الأرواح، وجعلته عندي من المصطفين الأخيار[2].
وجميع هذه الأخبار تدلّ على انّ آل محمد هم أشرف خلق الله تعالى، وهم الوسائل إليه لا يقبل الله عملا إلاّ بولايتهم والبراءة من أعدائهم، حتّى الملائكة والأنبياء والرسل لا شرف للجميع إلاّ بهم، وانّ فضلهم عليهم السلام لا يحصى، كما ورد عنهم عليهم السلام: انفوا عنّا الربوبيّة وقولوا ما شئتم، ولا سيّما أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه فإنّ فضائله لا تحصيها البشر، فلنقتصر على هذا القدر.
من رام أن يحصي فضائلكم
رام المحال وحاول التلفا
إنّي وفضل الله ليس له
عدّ وأنتم فضله وكفى
وقد ذكرنا في الكتاب ما يتضمّن حصول الفضائل له قبل وجوده وولادته، فلنذكر أيضاً بعض ما له من الفضائل بعد مضيّه وحياته، ونختم الكتاب بذكر شيء من صفات أعدائه بعد ايراد هذين الحديثين.