وإن أردتم أن تكونوا عندي في المنظر الأعلى والشرف الأشرف، فلا يكون أحد من عبادي آثر عندكم من محمد وبعده من أخيه عليّ، وبعدهما أبناؤهما[1]القائمين بأمر عبادي بعدهما، فإنّ من كان ذلك عقيدته جعلته من أشرف ملوك جناني.
واعلموا انّ من أبغض عبادي من الخلق إليّ من تمثّل بي وادّعى ربوبيّتي، وأبغضهم إليّ بعده من تمثّل بمحمّد ونازعه في محلّه وشرفه وادّعاهما، وأبغض الخلق لهؤلاء المدّعون لما هم[2] به لسخطي متعرّضون، ومن كان لهم على ذلك من المعاونين، وأبغض الخلق إليّ بعد هؤلاء مَنْ كان مِن الراضين وإن لم يكن لهم من المعاونين.
كذلك أحبّ الخلق إليّ القوّامون بحقّي، وأفضلهم لديّ وأكرمهم عليّ سيّد الورى، وأكرمهم وأفضلهم بعده عليّ أخو المصطفى المرتضى، ثمّ من بعده القوّامون بالقسط من أئمة الحق، وأفضل الناس بعدهم من أعانهم على حقّهم، وأحبّ الخلق إليّ بعدهم من أحبّهم وأبغض أعداءهم وإن لم يمكنه معرفتهم[3].
ثمّ قال الإمام العسكري عليه السلام: انّ رجلا قال للصادق عليه السلام: يا ابن رسول الله إنّي عاجز ببدني عن نصرتكم ولم أملك إلاّ البراءة من أعدائكم واللعن عليهم، فكيف حالي؟.
فقال له الصادق عليه السلام: حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من ضعف عن نصرتنا أهل البيت فلعن في صلاته أعداءنابلغ الله صوته جميع الأملاك من الثرى إلى العرش، وكلّما لعن هذا الرجل أعداءنا