responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 377
وجهي، ولاُنعمهم بألوان التلذّذ من كلامي، ولأجلسنّهم في مقعد صدق، واُذكّرهم ما صنعوا وتعبوا في دار الدنيا. وأفتح لهم أربعة أبواب: باب تدخل عليهم الهدايا منه بكرة وعشيّاً، وباب ينظرون منه إليّ كيف شاؤوا بلا صعوبة، وباب يطّلعون منه إلى النار فينظرون إلى الظالمين كيف يعذّبون، وباب يدخل عليهم منه الوصائف والحور العين.

قال: يا ربّ من هؤلاء الزاهدون الذين وصفتهم؟ قال: الزاهد هو الذي ليس له بيت يخرب فيغم لخرابه، ولا له ولد يموت فيحزن لموته، ولا له شيء يذهب فيحزن لذهابه، ولا يعرفه انسان يشغله عن الله طرفة عين، ولا له فضل طعام يُسأل عنه، ولا له ثوب ليّن.

يا أحمد وجوه الزاهدين مصفرّة من تعب الليل وصوم النهار، ألسنتهم كلال من ذكر الله تعالى، قلوبهم في صدورهم مطعونة من كثرة صمتهم، قد أعطوا المجهود من أنفسهم لا من خوف نار ولا من شوق جنّة، ولكن ينظرون في ملكوت السماوات والأرض فيعلمون أنّ الله سبحانه أهلٌ للعبادة.

يا أحمد هذه درجة الأنبياء والصدّيقين من اُمتك واُمّة غيرك، وأقوام من الشهداء، قال: يا ربّ أيّ الزهّاد أكثر، زهّاد اُمّتي أم زهّاد بني اسرائيل؟! قال: إنّ زهّاد بني اسرائيل في زهّاد اُمّتك كشعرة سوداء في بقرة بيضاء، فقال: يا ربّ وكيف ذلك وعدد بني اسرائيل أكثر؟ قال: لأنّهم شكّوا بعد اليقين، وجحدوا بعد الاقرار، قال النبي صلى الله عليه وآله: فحمدت الله وشكرته ودعوت لهم بالحفظ والرحمة وسائر الخيرات.

يا أحمد عليك بالورع فإنّ الورع رأس الدين ووسط الدين وآخر الدين، إنّ الورع يقرّب إلى الله تعالى.

يا أحمد إنّ الورع زين المؤمن، وعماد الدين، إنّ الورع مثله مثل السفينة، كما

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست