responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 376
يحمدون أنفسهم بما لا يفعلون، ويدّعون بما ليس لهم [ويتكلّمون بما يتمنّون][1]، ويذكرون مساوئ الناس.

يا أحمد إنّ عيب أهل الدنيا كثير، فيهم الجهل والحمق، لا يتواضعون لمن يتعلّمون منه، وهم عند أنفسهم عقلاء، وعند العارفين حُمقاء.

يا أحمد إنّ أهل الخير [وأهل الآخرة][2] رقيقة وجوههم، كثير حياؤهم [قليل حمقهم][3]، كثير نفعهم قليل مكرهم، الناس منهم في راحة وأنفسهم منهم في تعب، كلامهم موزون، محاسبين لأنفسهم متعبين[4] لها، تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، أعينهم باكية وقلوبهم ذاكرة، إذا كتب الناس من الغافلين كتبوا من الذاكرين.

في أوّل النعمة يحمدون وفي آخرها يشكرون، دعاؤهم عند الله مرفوع، وكلامهم مسموع، تفرح بهم الملائكة، ويدور دعاؤهم تحت الحجب، يحبّ الربّ أن يسمع كلامهم [كما تحبّ الوالدة الولد][5]، ولا يشغلهم عنه طرفة عين، ولا يريدون كثرة الطعام، ولا كثرة الكلام، ولا كثرة اللباس، الناس عندهم موتى والله عندهم حيّ كريم، يدع المدبرين كرماً، ويزيد المقبلين تلطّفاً، قد صارت الدنيا والآخرة عندهم واحدة.

يا أحمد هل تعرف ما للزاهدين عندي؟ قال: لا يا رب، قال: يبعث الخلق ويناقشون الحساب وهم من ذلك آمنون، إنّ أدنى ما اُعطي الزاهدين في الآخرة أن أعطيهم مفاتيح الجنان كلّها حتّى يفتحون أيّ باب شاؤوا، ولا أحجب عنهم


[1] أثبتناه من "ج".

[2] أثبتناه من "ج".

[3] أثبتناه من "ب" و "ج".

[4] في "ج": متعيّبين.

[5] أثبتناه من "ج".

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست