وروي انّ النبي صلى الله عليه وآله قال: ارتعوا في رياض الجنّة، فقالوا: وما رياض الجنّة؟ فقال: الذكر غدوّاً ورواحاً، فاذكروا[1].
ومن كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده، فإنّ الله تعالى ينزل العبدَ حيث أنزل اللهَ العبدُ من نفسه، ألا انّ خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها عند ربكم في درجاتكم، وخير ما طلعت عليه الشمس ذكر الله سبحانه وتعالى، وقد أخبر عن نفسه وقال: "أنا جليس من ذكرني" وأي منزلة أرفع منزلة من جليس الله تعالى[2].
وروي انّه ما اجتمع قوم يذكرون الله الاّ اعتزل الشيطان عنهم والدنيا، فيقول الشيطان للدنيا: ألا ترين ما يصنعون؟ فتقول الدنيا: دعهم فلو قد تفرّقوا أخذت بأعناقهم[3].
وقال النبي صلى الله عليه وآله: يقول الله تعالى: من أحدث ولم يتوضّأ فقد جفاني، ومن أحدث وتوضّأ ولم يصلّ ركعتين[4] فقد جفاني، ومن أحدث وتوضّأ وصلّى ركعتين ودعاني فلم أجبه فيما يسأل من أمر دينه ودنياه فقد جفوته، ولست بربٍّ جاف[5].
وروي انّه إذا كان آخر الليل يقول الله سبحانه: هل من داع فاُجيبه؟ هل من سائل فأعطيه سؤله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟[6].
وروي انّ الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام: يا داود! من أحب حبيباً صدّق قوله، ومن آنس بحبيب قبل قوله ورضى فعله، ومن وثق بحبيب اعتمد