responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 98
كيف يُقرنُ اسم بشر "محمد" باسم ربّ العالمين "الله"؟![1] مع أنّ كلّ الأنبياء الذين جاؤوا بشرائع سابقة لم يقرن اسم أحدهم باسم رب العزة في إعلامهم للطقوس الدينية، بل كان الناقوس والبوق والشبّور.

إذن لم يكن معنىً ـ بنظر معاوية ـ لمقارنة اسم النبيّ لاسم الربّ في السماء وفي المعراج، بل يكفي بذلك أن يكون مناماً، أو اقتراحاً من عمر، أو....

وعلى ذلك فلا ضير إذن في الزيادة أو الحذف في الأذان، فلَكَ أن تحذف «حيّ على خير العمل» كما فعل عمر وتضع موضعها «الصلاة خير من النوم»، ولك أن تفرد الإقامة ولا تثنّيها "لحاجة لَهُمْ"، ولك أن تزيد النداء الثالث يوم الجمعة، ووو... إلى آخر هذه الاجتهادات، إن كان لها آخِر.

ومن هذا الباب كان معاوية أوّل من أفشى مقولة التثويب الثاني، وهي دعوة المؤذّنُ للخليفة أو الأمير ـ لكثرة مشاغله ـ إلى الصلاة بقوله "السلام على أمير المؤمنين، الصلاة الصلاة رحمك الله"، وسار المغيرة بن شعبة على نهج معاوية في هذا أيضاً، بل قيل إنّه أوّل من فعل ذلك.

ولكن صرّح الأعلام بأنّ معاوية كان أوّل من أحدث هذا، وتبعه المغيرة بن شعبة ومَن حذا حذوه[2].

فشاع الأمر واستفاض، وصار كأنّه حقيقة لا مناص عن الإذعان لها ـ مع أنّ الحقيقة الإسلامية هي شيء آخر ـ وراحت أصداء هذا الحدث الأذاني تمتد وتمتد إلى العصر العباسي، ومنه وصلت إلى يومنا الحاضر.


[1] سيأتي خبر معاوية لاحقاً في صفحة 106 ـ 108.

[2] انظر: الوسائل إلى معرفة الاوائل، للسيوطي: 26.

نام کتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست