responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 332
ومن خلال هذه الدلائل العديدة استبان لنا أنّ " خير العمل " كناية عن إمامة عليّ (عليه السلام) التي هي امتداد لنبوّة النبيّ، وامتداد للتوحيد، وهذا ما رواه الباقر والصادق (عليهما السلام) من أئمّة أهل البيت في قوله تعالى {فطرةَ الله التي فَطَر الناسَ عليها} قالا: هو " لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، عليّ أمير المؤمنين وليّ الله "، إلى ها هنا التوحيد[1].


وقد سئل الشريف المرتضى: "هل يجب في الأذان بعد قول «حيّ على خير العمل» "محمّد وعلي خير البشر"؟ فأجاب قائلا: "إن قال: محمّد وعلي خير البشر ـ على أنّ



[1] تفسير القمّي 2: 155 عن الباقر، ونحوه عن الصادق (عليه السلام) في التوحيد وبصائر الدرجات.

ولا يخفى عليك أن للتوحيد مراتب، فهناك توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الطاعة، فانّه سبحانه وتعالى مع كونه {لم يكن له كفواً أحد} ـ و {هو الله الواحد القهار}، و {خالق كل شيء}، وهو الذي {يتوفى الأنفس حين موتها}، ـ فإنّ هذا المعنى غيرُ معارَض بمثل قوله تعالى: {حتى إذا جاء أحدكم الموتُ توفّته رُسُلنا}.

وإن قوله تعالى {وإذا مَرِضتُ فهو يشفين} لا يعارض ما جاء من الشفاء بالقرآن في قوله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شِفاء} وبالعسل {فيه شفاء للناس}.

وكذا قوله: {قل لا يَعْلمُ من في السماوات والأرض الغيبَ إلاّ الله} فإنه لا يعارض قوله {وما كان الله ليُطلعكم على الغيب ولكنّ الله يجتبي من رُسُلِه مَن يَشاء} وإلى غيرها من عشرات الآيات.

فلا تخالُفَ إذاً بين نسبة الافعال إلى الله جل جلاله ونسبتها في الوقت نفسه إلى غيره، فلا يخالف قوله: {أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} مع قوله: {وارزقوهم فيها واكْسُوهُم} وكلاهما من كلام الباري. ومن هنا تأتي مسألة التوحيد، فتوحيد الطاعة هو يعني لزوم إطاعة من أمر الله بطاعته، ومن لا يطيع الرسول وأولي الأمر المفروض طاعتهم فانه لم يطع الله لقوله تعالى: {وما ارسلنا من رسول إلاّ ليطاع بإذن الله} وهذا لا يخالف قوله: {وما أُمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين} فطاعة من أمر الله بطاعته هي طاعة لله، ومن لم يطع الله ورسوله ومَن أَمر الله بطاعته لم يوحّد الله تعالى حق توحيده.

وعليه فطاعة أحدهما جاء على وجه الاستقلال، والآخر على أنّه مظهر أمره سبحانه، وليس هذا بشرك أو مغالاة كما يدّعون، بل هو عين الإيمان وكمال الدين.

نام کتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست