- و كان في أبي هريرة ثقل- فوثب ليركب فلم يقدر فاستمسك برسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) فوقعا جميعا، ثم ركب رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) ثم قال: يا أبا هريرة أحملك؟ قال: ما شئت يا رسول اللّه، قال: اركب، فلم يقدر على ذلك فتعلق برسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) فوقعا جميعا، فركب رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) ثم قال: يا أبا هريرة أحملك؟ قال: لا و الذي بعثك بالحق لا صرعتك ثالثا.
1606- و كان (صلى الله عليه و سلم) يركب الحمار، و يحلب الشاة، و يلبس الصوف، و يقول: من فعل هذه الثلاث ذهب كبره.
- قال الإمام أحمد [5/ 238]: حدثنا أبو اليمان، أنا شعيب، حدثني عبد اللّه بن أبي حسين، حدثني شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم- و هو الذي بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس- أن معاذ بن جبل حدثه عن النبي (صلى الله عليه و سلم): أنه ركب يوما على حمار له يقال له: يعفور، رسنه من ليف، ثم قال: اركب يا معاذ، فقلت: سر يا رسول اللّه، فقال:
اركب، فردفته، فصرع الحمار بنا، فقام النبي (صلى الله عليه و سلم) يضحك، و قمت أذكر من نفسي أسفا، ثم فعل ذلك الثانية ثم الثالثة .. الحديث.
(1606)- قوله: «من فعل هذه الثلاث»:
أخرجه الترمذي في البر و الصلة من جامعه، باب ما جاء في الكبر، من حديث جبير بن مطعم قال: يقولون فيّ التيه، و قد ركبت الحمار و لبست الشملة، و قد حلبت الشاة، و قد قال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): من فعل هذا فليس فيه من الكبر شيء.
قال أبو عيسى: حسن غريب، و في نسخة: حسن صحيح غريب.
و أخرجه أيضا: البيهقي في الشعب [6/ 290- 291] رقم 8195، و ابن أبي الدنيا في التواضع و الخمول برقم 228 إلّا أنه لم يذكر قول النبي (صلى الله عليه و سلم).