حدثنا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: فحدثني والدي إسحاق بن يسار عمن حدّثه عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) أنه قال فيما يذكر من حفظ اللّه عز و جل إياه: إني لمع غلمان هم أسناني قد جعلنا أزرنا على أعناقنا لحجارة ننقلها نلعب بها إذ لكمني لاكم لكمة شديدة ثم قال: أشدد عليك إزارك.
حدثنا أحمد قال: نا يونس عن عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: حدثني أبي العباس بن عبد المطلب قال: كنا ننقل الحجارة حين بنت [1] قريش البيت، فأفردت قريش رجلين رجلين، و كان النساء ينقلن الشيد، و كان الرجال ينقلون الحجارة، فكنت أنقل أنا و ابن أخي، فكنا نحمل على رقابنا و أزرنا تحت الحجارة، فإذا غشينا الناس ائتزرنا، فبينا أنا أمشي و محمد (صلى اللّه عليه و سلّم) قدامي ليس عليه شيء، إذ خرّ محمد فانبطح، فألقيت حجري و جئت أسعى و هو ينظر إلى السماء فوقه، فقلت:
ما شأنك؟ فقام فأخذ ازاره و نهاني أمشي عريانا، فلبثت أكتمها الناس مخافة أن يقولوا مجنون، حتى أظهر اللّه عز و جل نبوته.
حدثنا أحمد قال: نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن عبد اللّه ابن قيس بن مخرمة عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده علي ابن أبي طالب قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) يقول: ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء إلّا ليلتين كلتاهما عصمني اللّه عز و جل فيهما: قلت ليلة لبعض فتيان مكة و نحن في رعاية غنم أهلنا، فقلت لصاحبي:
أتبصر لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر فيها كما يسمر الفتيان؟ فقال بلى، قال: فدخلت حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفا بالغرابيل و المزامير، فقلت: ما هذا؟ فقيل: تزوج فلان فلانة، فجلست أنظر، و ضرب اللّه عز و جل على أذنيّ، فو اللّه ما أيقظني إلّا مسّ الشمس، فرجعت