منذ ثلاثمائة سنة [1]، قلت: ما كان تغير بشيء؟ قال: لا، إلّا شعيرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض، و لا تأكلها السباع.
زعامة مكة بعد وفاة عبد المطلب.
حدثنا أحمد قال: نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: لما حضرت عبد المطلب الوفاة، قال لبناته: ابكين حتى أسمع كيف تقلن، و كن ست نسوة، و هن: أميمة، و أم حكيم، و برّة، و عاتكة، و صفية، و أروى، فقالت أميمة:
ألا هلك راعي العشيرة ذو العقد* * * و ساقي الحجيج المحامي عن الحمد
و من يؤلف الجار الغريب لبيته* * * إذا ما سماء البيت تبخل بالرعد
و قالت عاتكة:
أ عيني جودا و لا تبخلا* * * بدمعكما بعد نوم النيام
أ عيني و اسحوفزا و اسكبا* * * و شوبا بكاء كما بالندام
على الجحفل الغمر في النائبا* * * ت كريم المساعي و في الذمام
على شيبة الحمد واري الزناد* * * و ذي مصدق بعد ثبت المقام
و قالت صفية:
أرقت لصوت نائحة بليل* * * على رجل بقارعة الصعيد
ففاضت عند ذلكم دموعي* * * على خدي كمنحدر الفريد
على الغياض شيبة ذي المعالي* * * أبيك الخير وارث كل جود
طويل الباع أروع شيظمي* * * مطاع في عشيرته حميد
عظيم الحلم من نفر كرام* * * خضارمة ملاوثة أسود
و قالت البيضاء أم حكيم، و البيضاء جدة عثمان بن عفان، أم أمه، و كانت البيضاء عند كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس فولدت له عامرا و أروى:
ألا يا عين جودي و استهلي* * * و بكي ذا الندى و المكرمات