ألقى إلي نصيحة كي أزدجر* * * عن قرية محجورة [1]بمحمد
حدثنا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: ثم خرج يسير حتى إذا كان بالدف من جمدان، من مكة على ليلتين أتاه ناس من هذيل بن مدركة، و تلك منازلهم، فقالوا: أيها الملك أ لا ندلك على بيت مملوء ذهبا و ياقوتا و زبرجدا تصيبه و تعطينا منه؟ فقال: بلى، فقالوا: هو بيت بمكة، فراح تبع و هو مجمع لهدم البيت، فبعث اللّه عز و جل عليه ريحا فقفعت يديه و رجليه، و شجت جسده، فأرسل إلى من كان معه من يهود، فقال: ويحكم ما هذا الذي أصابني؟
فقالوا: أ أحدثت شيئا؟ فقال: و ما أحدثت؟ فقالوا أ حدّثت نفسك بشيء؟
قال: نعم جاءني نفر من أهل هذا المنزل الذي رحنا منه، فدلوني على بيت مملوء ذهبا و ياقوتا و زبرجدا، و دعوني إلى تخريبه و إصابة ما فيه، على أن أعطيهم منه شيئا، فرأيت لهم بذلك، فرحت، و أنا مجمع لهدمه، فقال النفر الذين كانوا معه من يهود: ذلك بيت اللّه الحرام، و من أراده هلك، فقال: ويحكم فما المخرج مما دخلت فيه؟ قالوا: تحدث نفسك أن تطوف به كما يصنع به أهله و تكسوه و تهدي له، فحدث نفسه بذلك، فأطلقه اللّه عز و جل و قال في شعره:
بالدف من جمدان فوز مصعد* * * حتى أتاني من هذيل أعبد
ذكروا إلي البيت، قالوا كنزه* * * در و ياقوت و فيه زبرجد
فأردت أمرا حال ربي دونه* * * و الرب يدفع عن خراب المسجد
ثم سار حتى دخل مكة، فطاف بالبيت، و سعى بين الصفا و المروة، فأري في المنام أن يكسو البيت فكساه الخصف، و كان أول من كساه، ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه المعافري، ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك، فكساه الوصائل، وصائل اليمن، و أقام بمكة ستة أيام- فيما ذكر لي- ينحر