اللّه ربي و أنا موف نذره* * * أخاف ربي إن عصيت أمره
و اللّه لا يقدر شيء قدره* * * فهو وليي و إليه عمره
هذا بني قد أردت نحره* * * فإن تؤخره و تقبل عذره
و تصرف الموت له و حذره* * * و تصرف الموت فلا يضره
من جهد إنسان و لا تعره* * * سواك ربي و يكون قره
لكل عين ناظر تسره* * * أعطيته رب فلا تعره
لحزن يوجعني مسره
فقالت له قريش و بنوه لا تفعل و انطلق إلى الحجاز فإن به عرّافة يقال لها نجاح، لها تابع فسلها، ثم أنت على رأس أمرك، فإن أمرتك بذبحه، ذبحته، و إن أمرتك بغير ذاك مما لك و له فيه فرج قبلته، فقال: نعم.
فانطلقوا حتى قدموا المدينة، فوجدوها فيما يزعمون بخيبر، فركبوا حتى جاءوها، فسألوها، و قص عليها عبد المطلب شأنه و شأن ابنه و ما كان نذر فيه، فقالت لهم: ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي، فأسأله، فخرجوا من عندها، و قام عبد المطلب يدعو اللّه عز و جل و يقول:
يا رب لا تحقق حذري* * * و اصرف عنه شر هذا القدر
فإني أرجو لما قد أذر* * * لأن يكون سيدا للبشر
ثم غدوا إليها، فقالت: نعم، قد جاءني الخبر، فكم الدية فيكم؟ فقالوا:
عشرة من الإبل، و كانت كذلك، فقالت: فارجعوا إلى بلادكم، فقدموا صاحبكم، و قدموا عشرا من الإبل، ثم اضربوا عليها بالقداح، فإن خرجت القداح على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم عز و جل، فإذا خرجت القداح على الإبل، فقد رضي ربكم، فانحروها عنه، و نجّى صاحبكم.
فخرجوا حتى قدموا مكة، فلما أجمعوا لذلك الأمر، قام عبد المطلب يدعو اللّه عز و جل، و يقول: