responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 215

المحارم بعضنا من بعض في سفك الدماء و غيرها، لا نحل شيئا و لا نحرمه، فبعث اللّه إلينا نبيا من أنفسنا نعرف وفاءه و صدقه و أمانته فدعانا إلى أن نعبد اللّه وحده لا شريك له، و نصل الرحم، و نحسن الجوار، و نصلي و نصوم، و لا نعبد غيره، فقال: هل معك شي‌ء مما جاء به- و قد دعا أساقفته فأمرهم فنشروا المصاحف حوله-؟ فقال جعفر: نعم، قال: هلم فاتل علي ما جاء به، فقرأ عليه صدرا من‌ «كهيعص‌ [1]» فبكا و اللّه النجاشي حتى أخضل لحيته، و بكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم، ثم قال: إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة الذي جاء بها موسى‌ [2]، انطلقوا راشدين، لا و اللّه أردهم عليكم و لا أنعمكم عينا، فخرجا من عنده، و كان أتقى الرجلين فينا عبد اللّه بن أبي ربيعة، فقال له عمرو بن العاصي: و اللّه لآتينه غدا بما أستأصل به خضراءهم، لأخبرنه أنهم يزعمون أن إلهه الذي يعبد- عيسى بن مريم- عبد، فقال له عبد اللّه بن ربيعة: لا تفعل فإنهم و إن كانوا خالفونا فإن لهم رحما و لهم حقا، فقال:

و اللّه لأفعلن.

فلما كان الغد دخل عليه فقال: أيها الملك إنهم يقولون في عيسى قولا عظيما، فأرسل إليهم فسلهم عنه، فبعث إليهم، و لم ينزل بنا مثلها، فقال بعضنا لبعض: ما ذا تقولون له في عيسى إن هو سألكم عنه؟ فقالوا:

نقول و اللّه الذي قاله فيه، و الذي أمرنا نبينا أن نقوله فيه، فدخلوا عليه، و عنده بطارقته، فقال: ما تقولون في عيسى بن مريم؟ فقال له جعفر:

نقول: هو عبد اللّه و رسوله و كلمته و روحه ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فدلّى النجاشي يده إلى الأرض فأخذ عويدا بين إصبعيه فقال: ما عدا عيسى ابن مريم مما قلت هذا العود [103] فتناخرت بطارقته، فقال: و إن تناخرتم و اللّه، اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي، و الشيوم: الآمنون، و من سبكم غرم،


[1] سورة مريم: 1.

[2] في ابن هشام، روض: 2/ 88 «عيسى».

نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست