نا يونس عن بسام مولى علي بن أبي الطفيل قال: قام علي بن أبي طالب على المنبر فقال: سلوني قبل أ لا تسألوني و لن تسألوا بعدي مثلي؛ فقام ابن الكواء [1] فقال: يا أمير المؤمنين ما ذو القرنين، أ نبيّ أو ملك؟ فقال: ليس بملك و لا نبي و لكن كان عبدا صالحا أحب اللّه فأحبه و ناصح اللّه بنصحه فضرب على قرنه الأيمن فمات ثم بعثه، ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات و فيكم مثله.
نا يونس عن عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن رجل من بني أسد قال:
سأل رجل عليا: أ رأيت ذا القرنين كيف استطاع أن يبلغ المشرق و المغرب؟
فقال: سخر له السحاب و مد له في الأسباب و بسط له النور فكان الليل و النهار عليه سواء.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: فلما جاءهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) بما عرفوا من الحق و عرفوا صدقه فيما حدث و موقع نبوته فيما جاءهم به من علم الغيوب حين سألوه عما سألوه عنه، فحال الحسد منهم له بينهم و بين أتباعه و تصديقه، فعتوا على اللّه و تركوا أمره عيانا، و لجوا فيما هم عليه من الكفر فقال قائلهم:
(لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَ الْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)[2]، أي اجعلوه لعبا و باطلا، و اتخذوه هزوا، أي لعلكم تغلبون، تغلبوه بذلك، فإنكم إن و افقتموه و ناصفتموه غلبكم، فلما قال ذلك بعضهم لبعض جعلوا إذا جهر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) بالقرآن و هو يصلي يتفرقون عنه و يأبون أن يسمعوا له، و كان الرجل منهم إذا أراد أن يسمع من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) بعض ما يتلو من القرآن و هو يصلي استتر و استمع دونهم، فرقا منهم، فإن رأى أنهم عرفوا أنه يستمع ذهب خشية أذاهم و لم يستمع، و إن خفض رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) صوته فظن الذين يستمعون أنهم [96]
[1] هو عبد اللّه بن عمرو بن النعمان اليشكري، و عرف بابن الكواء، و كان خارجيا و كان كثير المسائلة لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، و كان يسأله تعنتا. انظر الاشتقاق: