نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: سمعت ابن منبه [1] و هو في مسجد منى، و ذكر له يونس النبي (عليه السلام) فقال: كان عبدا صالحا و كان في خلقه ضيق، فلما حملت عليه أثقال النبوة- و لها أثقال، فلما حملت عليه تفسخ تحتها تفسخ الربع [2] تحت الحمل الثقيل، فألقاها عنه و خرج هاربا.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: كانت خديجة أول من آمن باللّه و رسوله و صدق ما جاء به، فخفف اللّه بذلك عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه و تكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج اللّه عنه بها، إذا رجع إليها تثبته و تخفف عنه، و تصدقه و تهون عليه أمر الناس، رحمها اللّه.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني الزهري عن عروة عن عائشة قالت: أول ما ابتدئ به رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) من النبوة حين أراد اللّه كرامته و رحمة العباد به لا يرى شيئا إلا جاءت كفلق الصبح، يمكث على ذلك ما شاء اللّه أن يمكث، و حبب إليه الخلوة، فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده.
نا أحمد: نا يونس عن يونس بن عمرو عن أبي ميسرة عمر بن شرحبيل أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) قال لخديجة: إني إذا خلوت [47] وحدي أسمع نداء، و قد و اللّه خشيت أن يكون هذا الأمر، فقالت: معاذ اللّه ما كان اللّه ليفعل بك ذلك فو اللّه إنك لتؤدي الأمانة، و تصل الرحم، و تصدق الحديث، فلما دخل أبو بكر (رحمه اللّه). و ليس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، ثم ذكرت خديجة حديثه له، فقالت: يا عتيق اذهب مع محمد إلى ورقة، فلما دخل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) أخذ أبو بكر بيده: فقال: انطلق بنا إلى ورقة، فقال: و من أخبرك؟ قال:
خديجة، فانطلقا إليه فقصا عليه، فقال: إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي: