responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 12

و المصادر تؤيّد دعوى مالك، فقد اشتهر عن ابن إسحاق بعد عودته من مصر القول بالقدر و جلد على ذلك بالمدينة، و يبدو أن ابن إسحاق لم ينكر التهمة، فقد دافع عن نفسه عند ما اتهمه هشام بن عروة بالكذب على امرأته، لكنه لم يقل شيئا عند ما بلغه اتهام مالك له بالزندقة، و لا يعني ذلك أنه كان زنديقا، و لكن تلك كانت التهمة التي يوجهها محافظو الرواة إلى القائلين بالقدر من علماء البصرة و غيرها [1]. بالإضافة إلى ذلك سرى اتهامه بالتشيّع، و كانت تلك تهمة تنال أكثر الذين يعملون في مجال سيرة النبي‌ [2]، و قديما ودّ عبد الملك بن مروان لو لم ينشغل أحد بالسيرة لما فيها من تقديم لبني هاشم و للأنصار! [3].

دفع هذا كله ابن إسحاق إلى مغادرة المدينة و كان «قد ضاق و اشتدّت حاله» و توجه من هناك إلى الكوفة، و لا بد أن يكون ذلك قبل بناء بغداد، لكن بعد ولاية المنصور للخلافة أي بين 136 ه و 144 ه، لأننا نقرأ في المصادر أنه أتى أبا جعفر المنصور بالحيرة «فكتب له المغازي، فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب‌ [4]. و توجّهه إلى أبي جعفر المنصور لم يتم مصادفة، فقد كان يعرفه في الغالب قبل وصول العباسيين إلى السلطة، كما أنه كانت للعباسيين صلات طيبة بالقدرية في أول الأمر كما تظهره المصادر التي تلحّ على محاولات أبي جعفر للتقرب من عمرو بن عبيد و غيره من قدرية البصرة في مطالع خلافته‌ [5]، و كان القدرية قد دخلوا في صفوف المعارضين للأمويين منذ ثورة ابن الأشعث 82- 84 ه و استمر عداؤهم لهم حتى سقوط دولتهم عام 132 ه؛ [6]


[1] قارن، تاريخ الاسلام 6/ 377، معجم الأدباء 18/ 7.

[2] معجم الأدباء 18/ 7- 8.

[3] الموفقيات 332.

[4] معجم الأدباء 18/ 6، وفيات الأعيان 4/ 277.

[5] قارن: البيان و التبيين 4/ 64- 65، العقد الفريد 3/ 164، عيون الأخبار 2/ 337.

[6] قارن‌.Koranleser )Freiburg 1977( P .12 /-290 ff ..:-:

نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست