تربة صفراء عند الحطيم، فقال ابن الزبير: هذا قبر اسماعيل (عليه السلام) فواراه.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: ثم جمعت القبائل من قريش لبنائها كل قبيل تجمع على جدتها [1] ثم بنوا حتى بلغ البناء موضع الركن فاختصموا في رفع الركن، كل قبيلة تريد أن ترفعه دون الأخرى، فقالت كل قبيلة نحن نرفعه حتى تحازبوا [2] أو تحالفوا، و أعدوا القتال، فقربت بنو عبد الدار جفنة فملؤوها دما، ثم تحالفوا هم و بنو عدي بن كعب على الموت، فأدخلوا أيديهم في تلك الجفنة فغمسوها في الدم، فقال في ذلك عكرمة بن عامر بن هاشم [25] بن عبد مناف بن عبد الدار:
و اللّه لا نأتي الذي قد أردتم* * * و نحن جميع أو نخضّب بالدم
و نحن ولاة البيت لا تنكرونه* * * فكيف على علم البرية نظلم
لنبغي به الحمد الذي هو نافع* * * و نخشى عقاب اللّه في كل محرم
فكيف ترومونا و عزّ قناتنا* * * له مكسر صلب على كل معلم
فهيهات أنى يقرب الركن سالم* * * و نحن جميع عنده حين يقسم
فإمّا تخلونا و بيت حجابنا* * * و إما تنوءوا ذلك الركن بالحرم
فأجابه وهب بن عبد مناف:
أبلغ قريشا إذا ما جئت أكرمها* * * أنّا أبينا فلا نؤتيكم غلبا
إنا أبينا إلي الغصب ظاهرة* * * إنّا وجدك لا نؤتيكم سلبا
نحن الكرام فلا حي يقاربنا* * * نحن الملوك و نحن الأكرمون أبا
و قد أرى محدثا في حلفنا طهرا* * * كما ترى في حجاب الملك محتجبا
أبا لنا عزّنا ما ذا أراد بنا* * * قوم أرادوا بنا في حلفهم عجبا
[1] كذا في الأصل و ع و لعلها مشتقة من الجد و النشاط، و في ابن هشام، الروض: 1/ 227 «على حده» و هو أقوم.
[2] صحفت في ابن هشام، الروض: 1/ 227 الى «تحاوروا و تحالفوا».