عبد المطّلب و قال: «لا أشتري شيئا ليس عندي ثمنه» [1]
و روى ابن عمر- رضي اللّه تعالى عنه-: قال كنت مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) على بكر صعب لعمر، فكان يغلبني فيتقدم أمام القوم فيزجره عمر و يردّه، ثم يتقدم فيزجره عمر، و يردّه، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) لعمر: «بعنيه»، قال: هو لك يا رسول اللّه، قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) «بعنيه»، فباعه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم): «هو لك يا عبد اللّه بن عمر، تصنع به ما شئت» [2].
و روي عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال كنت مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و كنت على جمل [3] [لي قد أعيا، فمرّ به النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فضربه، فسار سيرا ليس يسير مثله]، ثم قال:
«بعنيه بوقية»، قال: فبعته فاستثنيت حملانه إلى أهلي، فلما قدمت المدينة أتيته بالجمل و نقدني ثمنه [3]].
و روى الإمام أحمد بإسناد صحيح و عبد بن حميد و الحاكم عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت ابتاع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) من رجل من الأعراب جزورا أو جزائر بوسق من تمر الذخرة و الذخرة العجوة، فرجع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى بيته فقال له يا عبد اللّه، إنا قد ابتعنا منك جزورا أو جزائر بوسق من تمر الذخرة فالتمسنا فلم نجد، قال: فقال الأعرابيّ، وا غدراه وا غدراه! فاتهمه الناس و قالوا: قاتلك اللّه! أ يغدر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و في لفظ بل أنت يا عدو اللّه أغدر، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) دعوه فإن لصاحب الحقّ مقالا، ثم دعا له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال يا عبد اللّه، إنا ابتعنا جزائرك، و نحن نظنّ عندنا ما سمينا لك فالتمسناه فلم نجده، فقال الأعرابي وا غدراه، فاتهمه الناس، و قالوا: قاتلك اللّه! أ يغدر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) دعوه فإن لصاحب الحق مقالا، فردّد ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) مرتين أو ثلاثا فلما رآه لا يفقه عنه، قال لرجل من أصحابه: اذهب إلى خولة بنت حكيم بن أمية، فقل لها: رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول لك إن كان عندك وسق تمر من تمر الذخرة- فأسلفيناه، حتى نؤدّيه إليك إن شاء اللّه، فذهب إليها الرّجل، ثم رجع الرجل، فقال: قالت: نعم، هو عندي يا رسول اللّه، فابعث من يقبضه، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) للرجل اذهب فأوفه الذي له قال فذهب به، فأوفاه الذي له، قالت فمرّ الأعرابيّ برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هو جالس في أصحابه، فقال: جزاك اللّه خيرا فقد أوفيت و أعطيت و أطيبت، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إنّ خيار عباد اللّه عند اللّه الموفون المطيبون [4].
[1] أخرجه أبو داود 2/ 267 (3344) و أحمد 1/ 235، 323.
[3] أخرجه البخاري 5/ 314 في الشروط (2718) و مسلم 3/ 1221 (109/ 715).
[4] أخرجه أحمد في المسند 2/ 416، 6/ 268 و البيهقي 5/ 351، 6/ 20، 21، 52 و عبد الرزاق (15358). و من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري 4/ 483 (2306) و مسلم 3/ 1225 (120/ 1601).