الباب الثامن في خدمة الأسد لسفينة مولاه (صلّى اللّه عليه و سلّم)
روى ابن سعد و أبو يعلى و البزّار و الحاكم و صححه و البيهقي عن سفينة مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: ركبت سفينة في البحر فانكسرت، فركبت لوحا منها، فأخرجني إلى أجمة فيها أسد فأقبل الأسد، فلما رأيته قلت: يا أبا الحارث، أنا سفينة مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فأقبل إليّ فدفعني بمنكبه حتى ضربني بجنبه كأنما سمعت صوتا أهوى إليه ثم أقبل يمشي إلى جنبي خراقا حتى أقامني على الطريق ثم همّهم ساعة فرأيت أنّه يودّعني [1].
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:.
الأجمة: الشجر الكثير الملتف.
الباب التاسع في استجارة الغزالة به و شهادتها له بالرسالة (صلّى اللّه عليه و سلّم)
روى الطبراني و البيهقي و أبو نعيم عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه عن زيد بن أرقم و البيهقي من طريق عليّ بن قادم و أبو العلاء خالد بن طهمان عن عطيّة عن أبي سعيد الخدري، و الطّبراني و أبو نعيم عن أمّ سلمة، و أبو نعيم عن أنس بن مالك و هو غريب، و رجاله خرّج لهم في الكتب الستة، أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) مرّ على قوم قد اصطادوا، و لفظ أنس: كنّا مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في بعض سكك المدينة فمررنا بخبأ أعرابي و إذا بظبية مشدودة إلى الخباء، فقالت: يا رسول اللّه، إنّ هذا الأعرابي اصطادني. و في لفظ
مر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) على قوم صادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط فقالت: يا رسول اللّه أخذت ولي خشفان في البرّيّة، و قد انعقد اللّبن في أخلافي، فلا هو يذبحني فأستريح، و لا يدعني، فأرجع إلى خشفي في البريّة، فقال لها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «إن تركتك ترجعين؟» قالت: نعم، و إلّا عذبني اللّه عذابا أليما، و في لفظ: فاستأذن لي أرضعهما و أعود إليهم، قال: «و تفعلين؟» قالت: عذّبني اللّه عذاب العشار إن لم أفعل، فقال: «أين صاحب هذه؟» فقال القوم: نحن يا رسول اللّه، قال: «خلّو عنها حتى تأتي خشفها ترضعها و ترجع إليكم»، فقالوا: من لنا بذلك؟ قال: «أنا»، فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها، فمرّ بهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: «أين صاحب هذه؟» قالوا: