responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 465

جماع أبواب معجزاته (صلّى اللّه عليه و سلّم) في الأطعمة

الباب الأول في تكثيره (صلّى اللّه عليه و سلّم) اللبن في القدح‌

روى الإمام أحمد و الشيخان و البيهقي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: و اللّه الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع و إني كنت لأشدّ الحجر على بطني من الجوع و لقد قعدتّ يوما على طريقهم الذي يخرجون فيه فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب اللّه عز و جل ما سألته إلّا ليستتبعني فمرّ و لم يفعل ثم مر عمر فسألته عن آية من كتاب اللّه عز و جل ما سألته إلا ليستتبعني فمر و لم يفعل، فمر أبو القاسم (صلّى اللّه عليه و سلّم) فتبسم حين رآني و عرف ما في نفسي و ما في وجهي، ثم قال: «يا أبا هرّ» فقلت: لبيك يا رسول اللّه، فقال:

«الحق» و مضى فتبعته، فدخل و استأذنت فأذن لي، فدخلت فوجدت لبنا في قدح، فقال: «من أين هذا اللّبن؟» فقالوا: أهدى ذلك فلان أو فلانة، فقال: «يا أبا هرّ»، قلت: لبيك يا رسول اللّه، قال: «الحق بأهل الصّفّة فادعهم لي» و قال: و أهل الصّفّة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل و لا مال، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم و لم يتناول منها شيئا، و إذا أتته هدية أرسل إليهم، فأصاب منها و أشركهم فيها فساءني ذلك، فقلت: و ما هذا اللّبن في أهل الصّفّة؟ كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي و ليلتي، و إني لرسول فإذا جاءوا أمرني أن أعطيهم، و ما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، و لم يكن من طاعة اللّه و طاعة رسوله بد، فأتيتهم، فدعوتهم، فأقبلوا و أخذوا مجالسهم من البيت، فقال: «يا أبا هرّ»، قلت: لبيك يا رسول اللّه، قال: «خذ فأعطهم فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرّجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح أعطيه الآخر فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و قد روي القوم كلّهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إليّ و تبسّم، و قال: «يا أبا هرّ»، قلت: لبيك يا رسول اللّه، قال: «بقيت أنا و أنت»، قلت: صدقت يا رسول اللّه، قال: «اقعد فاشرب» فشربت فقال: «اشرب» فشربت حتى قلت: لا و الذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا فأعطيته القدح فحمد اللّه عز و جل و سمّى و شرب الفضلة [1].


[1] البيهقي 7/ 83، 88، 8/ 55 و الحاكم 3/ 15 و البيهقي في الدلائل 6/ 101 و أخرجه البخاري في كتاب الرقاق باب كيف كان عيش النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست