responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 426

و قال الكرمانيّ في «غرائب التفسير»: إنّما اقتصر في الآية على ذكر الإنس و الجنّ، لأنّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) كان مبعوثا إلى الثقلين دون الملائكة، قلت: و سيأتي بسط الكلام عن ذلك في الخصائص.

السادسة: قال القاضي أبو بكر: فإن قيل هل تقولون: إن غير القرآن من كلام اللّه تعالى معجز كالتّوراة و الإنجيل؟ قلنا: ليس شي‌ء من ذلك بمعجز في النظم و التأليف، و إن كان معجزا كالقرآن فيما يتضمن من الأخبار بالغيوب و إنما لم يكن معجزا، لأن اللّه تعالى لم يصفه بما وصف به القرآن، و لأنّا قد علمنا أنه لم يقع التّحدي إليه، كما وقع في القرآن، و لأنّ ذلك اللسان لا يتأتى فيه من وجوه الفصاحة ما يقع به التّفاضل الذي ينتهي إلى حدّ الإعجاز.

و قد ذكر ابن جني في «الخاطريّات» في قوله تعالى: يا مُوسى‌ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَ إِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى‌ [طه: 65] إن العدول عن قوله‌ «إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ» لغرض أحدهما: لفظيّ و هو المزاوجة لرؤوس الآي، و الآخر معنويّ، و هو أنّه سبحانه أراد أن يخبر عن قوّة نفس السّحرة، و استهانتهم على موسى فجاء عنهم باللّفظ أتمّ و أوفى منه إسنادهم الفعل إليه، ثم أورد سؤالا، و هو أنّا نعلم أنّ السّحرة لم يكونوا أهل لسان، فيذهب هذا المذهب من صنعة الكلام، و أجاب بأن جميع ما ورد في القرآن حكاية عن غير أهل اللّسان من القرون الخالية إنّما هو معرب عن معانيهم و ليس بحقيقة ألفاظهم، و لهذا لا يشكّ في أن قوله تعالى: قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَ يَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى‌ [طه:

63] أنّ هذه الفصاحة لم تجر على لغة العجم.

السابعة: سئل الغزاليّ عن معنى قوله تعالى: وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء/ 82].

فأجاب: الاختلاف لفظ مشترك بين معان، و ليس المراد نفي اختلاف الناس فيه، بل نفي الاختلاف عن ذات القرآن، يقال: هذا كلام مختلف، أي لا يشبه أوله آخره في الفصاحة، أو هو مختلف الدّعوى، أي بعضه يدعو إلى الدين، و بعضه يدعو إلى الدنيا، و هو مختلف النظم، فبعضه على وزن الشعر، و بعضه منزحف، و بعضه على أسلوب مخصوص في الجزالة، و بعضه على أسلوب يخالفه، و كلام اللّه منزّه عن هذه الاختلافات، فإنه على منهاج واحد في النظم مناسب أوله آخره، و على درجة واحدة في غاية الفصاحة، فليس يشتمل على الغثّ و السمين، و مسوق لمعنى واحد، و هو دعوة الخلق إلى اللّه تعالى، و صرفهم عن الدنيا إلى الدّين، و كلام الآدميين تتطرق إليه هذه الاختلافات إذ كلام الشعراء و المترسّلين إذا قيس عليه، وجد فيه اختلاف في منهاج النظم، ثم اختلاف في درجات الفصاحة، بل في أصل الفصاحة،

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست