responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 409

حاتم و شجاعة عنترة و حلم أحنف، و إن كان كل خبر من أخبارهم الثلاثة لا يوجب العلم، و لا يقطع بصحته لعدم تواتر كل واحد منها منفردا في كل عصر.

القسم الثاني من معجزاته (صلّى اللّه عليه و سلّم) لم يبلغ مبلغ الضرورة و القطع و هو على نوعين:

الأول: ما اشتهر و انتشر و رواه العدد الكثير، و شاع الخبر به عند المحدثين و الرواة، و نقلته السير و الأخبار كنبع الماء من بين أصابعه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و تكثير الطعام.

الثاني: ما لم يشتهر و لا ينتشر اختص به الواحد و الاثنان و رواه العدد اليسير و اشتهر اشتهار غيره لكنه إذا جمع إلى مثله، اتفقا في المعنى المقصود به الإعجاز، و اتفقا على الإتيان بالمعجزة كما قدمنا من أنه لا مرية في جريان معانيها على يديه، و أنه إذا انضم بعضها إلى بعض أفاد القطع.

تنبيهات‌

الأول: قال ابن الصلاح- (رحمه اللّه تعالى)- في «فتاويه»: انتدب بعض العلماء لاستقصاء معجزاته (صلّى اللّه عليه و سلّم) فجمع منها ألف معجزة، و عددناه مقصرا إذ هي فوق ذلك بأضعاف لا تحصى فإنّها ليست محصورة على ما وجدناه منها في عصره (صلّى اللّه عليه و سلّم) بل لم تزل تتجدّد بعده (صلّى اللّه عليه و سلّم) على تعاقب العصور و تتلاحق كرامات الأولياء من أمته و إجابات المتوسلين به في حربهم و معوناتهم عقب توسلهم به في شدائد براهين له قواطع و معجزات له سواطع لا يعدّها عادّ و لا يحصرها حاصر.

الثاني: فرق جماعة بين المعجزة و السحر و الكرامة قال الإمام المازري: الفرق بينهما أنّ السحر يكون بمعاناة أقوال و أفعال حتى يتم للسّاحر ما يريد، و الكرامة لا تحتاج إلى ذلك بل إنّما تقع غالبا اتفاقا، أمّا المعجزة فتمتاز عن الكرامة بالتحدي، و نقل إمام الحرمين الإجماع على أنّ السّحر لا يظهر إلّا من فاسق، و أن الكرامة لا تظهر على فاسق. و نقل النووي في زيادات الروضة عن المتولي نحو ذلك، و ينبغي أن يعتبر بحال من يقع الخارق منه، فإن كان متمسّكا بالشريعة متجنبا للموبقات فالذي يظهر على يديه من الخوارق كرامة و إلّا فهو سحر، لأنّه ينشأ عن أحد أنواعه كإعانة الشياطين غير أنها لدقتها لا يتوصّل إليها إلا آحاد الناس، و مادّته الوقوف على خواصّ الأشياء، و العلم بوجوه تركيبها و أوقاته، و أكثرها تخييلات بغير حقيقة و إيهامات بغير ثبوت، فيعظم عند من لا يعرف ذلك كما قال اللّه تعالى عن سحرة فرعون‌ وَ جاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ‌ [الأعراف/ 116] مع أن حبالهم و عصيّهم لم تخرج عن كونها حبالا و عصيا، ثم قال: و الحق أن لبعض أصناف السحر تأثيرا في القلوب كالحبّ و البغض و إلقاء

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست