responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 378

الواقفيّ. قال فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا، فيهما أسوة. قال فمضيت حين ذكروهما لي.

قال و نهى رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) المسلمين عن كلامنا، أيّها الثّلاثة، من بين من تخلّف عنه.

قال، فاجتنبنا النّاس. و قال، تغيّروا لنا حتّى تنكّرت لي في نفسي الأرض. فما هي بالأرض التي أعرف. فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأمّا صاحباي فاستكانا و قعدا في بيوتهما يبكيان. و أمّا أنا فكنت أشبّ القوم و أجلدهم. فكنت أخرج فأشهد الصّلاة و أطوف في الأسواق و لا يكلّمني أحد. و آتي رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فأسلّم عليه، و هو في مجلسه بعد الصّلاة. فأقول في نفسي: هل حرّك شفتيه بردّ السّلام، أم لا؟ ثمّ أصلّي قريبا منه و أسارقه النّظر. فإذا أقبلت على صلاتي نظر إليّ. و إذا التفتّ نحوه أعرض عنّي حتى إذا طال ذلك عليّ من جفوة المسلمين، مشيت حتّى تسوّرت جدار حائط أبي قتادة، و هو ابن عمّي، و أحبّ النّاس إليّ. فسلّمت عليه.

فو اللَّه! ما ردّ عليّ السّلام. فقلت له: يا أبا قتادة! أنشدك باللَّه! هل تعلمنّ أنّي أحبّ اللَّه و رسوله؟

قال فسكت. فعدت فناشدته. فسكت فعدت فناشدته. فقال: اللَّه و رسوله أعلم. ففاضت عيناي، و تولّيت، حتى تسوّرت الجدار.

فبينا أنا أمشي في سوق المدينة، إذا نبطيّ من نبط أهل الشّام، ممّن قدم بالطّعام يبيعه بالمدينة. يقول: من يدلّ على كعب بن مالك. قال فطفق النّاس يشيرون له إليّ. حتّى جاءني فدفع إليّ كتابا من ملك غسّان. و كنت كاتبا. فقرأته فإذا فيه: أمّا بعد. فإنّه قد بلغنا أنّ صاحبك قد جفاك. و لم يجعلك اللَّه بدار هوان و لا مضيعة. فالحق بنا نواسك. قال فقلت، حين قرأتها:

و هذه أيضا من البلاء. فتياممت بها التّنور فسجرتها بها. حتّى إذا مضت أربعون من الخمسين، و استلبث الوحي، إذا رسول رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يأتيني فقال: إنّ رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يأمرك أن تعتزل امرأتك. قال فقلت: أطلّقها أم ما ذا أفعل؟ قال: لا. بل اعتزلها. فلا تقربنّها. قال فأرسل إلى صاحبيّ بمثل ذلك. قال فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتّى يقضي اللَّه في هذا الأمر. قال‌

فجاءت امرأة هلال بن أميّة رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم). فقالت له: يا رسول اللَّه! إنّ هلال بن أميّة شيخ ضائع ليس له خادم. فهل تكره أن أخدمه؟ قال «لا. و لكن لا يقربنّك»

فقالت: إنّه، و اللَّه! ما به حركة إلى شي‌ء. و و اللَّه! ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان. إلى يومه هذا.

قال فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في امرأتك؟ فقد أذن لامرأة هلال بن أميّة أن تخدمه. قال فقلت: لا أستأذن فيها رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم). و ما يدريني ما ذا يقول رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، إذا استأذنته فيها، و أنا رجل شاب. قال فلبثت بذلك عشر ليال. فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهي عن كلامنا. قال ثمّ صلّيت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة، على‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست