جماع أبواب سيرته- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في الشعر
الباب الأول في مدحه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- لحسن الشعر و ذمه لقبيحه و تنفيره من الإكثار منه
روى الإمام الشافعي و أبو يعلى عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- و الإمام الشافعي عن عروة مرسلا و الدار قطني مرسلا بذكر عائشة قالت: ذكر عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) الشعر فقال:
كلام فحسنه حسن، و قبيحه قبيح.
و روى البخاري في الأدب و الدار قطني عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه تعالى عنهما- قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «الشّعر بمنزلة الكلام، حسنه كحسن الكلام و قبيحه كقبيح الكلام».
و روى الحارث بن أبي أسامة عن رجل من أهل اليمن عن رجل من هذيل عن أبيه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «أنّ هذا الشّعر جزل من كلام العرب، به يعطي السّائل، و به يكظم الغيظ، و به يتبلّع القوم في ناديهم».
و روى الإمام أحمد و الشيخان و أبو داود و ابن ماجة عن أبي بن كعب و ابن عباس- رضي اللّه تعالى عنهم- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «إنّ من الشّعر لحكمة».
و روى الإمام أحمد و أبو داود عن ابن عباس- رضي اللّه تعالى عنه- أن أعرابيا جاء إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فتكلّم بكلام بيّن، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إن من البيان لسحرا، و إنّ من الشعر لحكمة.
و روى البخاري عن كعب بن مالك رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «إنّ من الشّعر لحكمة».
و روى مسدد و الدار قطنيّ عن أبي هريرة- رضي اللّه تعالى عنه- و الإمام أحمد و البخاري عن ابن عمر و الإمام أحمد و مسلم و الترمذي و ابن ماجة عن سعد بن أبي وقاص، و الإمام أحمد و مسلم عن أبي سعيد- رضي اللّه تعالى عنهم- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «أن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير من أن يمتلئ شعرا».
و روى الإمام أحمد عن أبي هريرة- رضي اللّه تعالى عنه- قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) «امرؤ القيس صاحب لواء الشعر إلى النار».