الأول: في نهي الصحابة عن سؤال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم):
و روى مسلم عن أنس بن مالك- رضي اللّه تعالى عنه- قال: نهينا في القرآن أن نسأل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فكان يعجبنا أن يجيء الرّجل من أهل البادية العاقل فيسأله، و نحن نسمع، فبينما نحن جلوس مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في المسجد إذ دخل رجل على جمل ثم أناخه في المسجد، ثم عقله ثم قال: يا محمد أتانا رسولك، فزعم لنا أنك تزعم أنّ اللّه أرسلك؟ قال:
«صدق» قال: فمن خلق السّماء؟ قال: «اللّه»، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: «اللّه» قال: فمن نصب هذه الجبال، و جعل فيها ما جعله؟ قال: «اللّه»، قال: فبالذي خلق السماء، و خلق الأرض، و نصب هذه الجبال، اللّه أرسلك؟ قال: «نعم» قال: و زعم رسولك أنّ علينا خمس صلوات في يومنا و ليلتنا قال: «صدق» قال: فبالذي أرسلك، اللّه أمرك بهذا؟ قال: «نعم»، قال:
و زعم رسولك أنّ علينا زكاة في أموالنا قال: «صدق»، قال: فبالّذي أرسلك، اللّه أمرك بهذا؟
قال: «نعم»، قال: و زعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا، قال: «صدق»، قال:
فبالذي أرسلك، اللّه أمرك بهذا؟ قال: «نعم»، قال: و زعم رسولك أنّ علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا قال: «صدق» قال: ثمّ ولّى فقال: و الذي بعثك بالحقّ، لا أزيد عليهنّ، و لا أنقص منهنّ، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم): «لئن صدق ليدخلنّ الجنّة» [1].
الثاني في مسائل شتى عن ما بعث به (صلّى اللّه عليه و سلّم) و عن حدود الأحكام:
روى عبد الرزّاق عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه قال: أتيت النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقلت:
و اللّه، ما جئتك حتى حلفت بعدد أصابعي هذه ألا أتّبعك، و لا أتّبع دينك، و إني أتيت امرا لا أعقل شيئا إلا ما علّمني اللّه و رسوله، و إني أسألك باللّه بما بعثك ربك إلينا؟ فقال: اجلس، ثم قال: للإسلام، ثم بالإسلام، فقلت: ما آية الإسلام؟ فقال: تشهد أن لا إله إلا اللّه، و أن محمدا رسوله، و تقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة و تفارق الشرك، و أن كل مسلم على مسلم محرم، أخوان نصيران، لا يضل اللّه من مشرك أشرك بعد إسلامه عملا: إن ربي داعيّ وسائلي هل بلّغت عباده؟ فليبلغ شاهدكم غائبكم، و إنكم تدعون مفدّم على أفواههم بالفدام فأول ما ينبئ عن أحدكم فخذه و كفه قال: فقلت يا رسول اللّه، فهذا ديننا؟ قال: نعم و أين ما تحسن يكفك، و إنكم تحشرون و إنكم تحشرون على وجوهكم، و على أقدامكم، و ركبانا [2].