الباب الرابع في روايته عن أبيه إبراهيم الخليل (عليه السلام)
روى البخاري و غيره عن أبي هريرة- رضي اللّه تعالى عنه- قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «نحن أحقّ بالشكّ من إبراهيم إذ قال رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى، قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ؟ قالَ: بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي».
الباب الخامس في روايته عن بعض أصحابه قصة مشاهدة الدجّال و الدابة
روى الترمذي عن فاطمة بنت قيس أنّ نبيّ اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) صعد المنبر فضحك فقال: إنّ تميما الدّاريّ حدّثني بحديث ففرحت. فأحببت أن أحدّثكم، حدّثني أنّ ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر فجالت بهم حتّى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر، فإذا هم بدابّة لبّاسة ناشرة شعرها فقالوا: ما أنت؟ قالت: أنا الجسّاسة. قالوا: فأخبرينا، قالت: لا أخبركم و لا أستخبركم و لكن ائتوا أقصى القرية فإنّ ثمّ من يخبركم و يستخبركم، فأتينا أقصى القرية فإذا رجل موثق بسلسلة، فقال: أخبروني عن عين زعر قلنا ملأى تدفق. قال: أخبروني عن البحيرة؟
قلنا: ملأى تدفق، قال: أخبروني عن نخل بيسان الّذي بين الأردن و فلسطين هل أطعم؟ قلنا:
نعم، قال: أخبروني عن النّبيّ هل بعث؟ قلنا: نعم، قال: أخبروني كيف النّاس إليه؟ قلنا: سراع، قال: فنزّ نزوة حتّى كاد، قلنا: فما أنت؟ قال: إنّه الدّجّال، و إنه يدخل الأمصار كلّها إلا طيبة.
و طيبة: المدينة.
قال أبو عيسى: و هذا حديث صحيح غريب من حديث قتادة عن الشّعبيّ، و قد رواه غير واحد عن الشّعبيّ عن فاطمة بنت قيس.