و روى الإمام أحمد عن جابر بن عبد اللّه، قال: أكل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و أبو بكر و عمر رطبا، و شربوا ماء، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) هذا من النعيم الذي تسألون عنه [1].
و روى ابن أبي حاتم عن ابن مسعود عن النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) في قوله لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ[التكاثر/ 8] قال: الأمن و الصّحّة [2].
و روى ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) في قوله إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ[الهمزة/ 8] قال مطبقة [3].
و روى الإمام أحمد و الترمذي و صحّحه و النّسائي عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- قالت: أخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بيدي، فأراني القمر حين طلع، و قال: تعوّذي باللّه من شر هذا الغاسق إذا وقب [4].
و روى أبو يعلى عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- قال: قال رسول اللّه: «إن الشيطان واضع خرطومه على قلب ابن آدم»، قال: «فإن ذكر اللّه خنس، و إن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس، الخناس» [5].
تنبيه: قال الشيخ: صرح ابن تيمية أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فسر لأصحابه جميع القرآن أو غالبه و يؤيد هذا ما أخرجه أحمد و ابن ماجة عن عمر أنه قال: من آخر ما نزل آية الربا، و إن كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قبض قبل أن يفسرها [6]، دلّ فحوى الكلام على أنه كان يفسّر لهم كل ما ينزل، و أنه إنما لم يفسر هذه الآية لسرعة موته بعد نزولها و إلا لم يكن للتخصيص بها وجه، و أما ما أخرجه البزار عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- قالت: ما كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يفسّر شيئا من القرآن إلا آيا بعد أن علمه إيّاهنّ جبريل [7]، فهو حديث منكر كما قاله ابن كثير و أولّه ابن جرير على أنها أشارت إلى آيات مشكلات أشكلت عليه، فسأل اللّه علمهن، فأنزل اللّه عليه على لسان جبريل (عليه السلام).
[1] أخرجه النسائي في الوصايا باب 4 و أخرجه أحمد 3/ 338، 351، 391 و ابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (2531) و الطحاوي في المشكل 1/ 195 و الطبراني في الصغير 1/ 69 و البيهقي في الدلائل 1/ 362 و الطبراني في التفسير 30/ 185.