responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 140

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ذات يوم فقال «أن مثل المؤمن كمثل شجرة لا تسقط لها أنملة، أ تدرون ما هي؟» قالوا: لا، قال: «هي النخلة، لا تسقط لها أنملة، و لا يسقط للمؤمن دعوة» [1].

و وقع عند المصنف في باب الأطعمة من طريق الأعمش، قال:

حدثني مجاهد عن ابن عمر، قال: بينما نحن عند النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) إذ أتى بجمار فقال: إنّ من الشّجر لما بركته كبركة المسلم‌

و هذا أعم من الذي قبله، و بركة النخلة موجودة في جميع أجزائها مستمرة في جميع أحوالها، فمن حين تطلع إلى أن تيبس، يؤكل أنواعا ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها، حتى النوى في علف الدواب، و الليف في الحبال و غير ذلك، و كذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال و غيرها، و نفعه مستمر له و لغيره حتى بعد موته ثم قال: قال القرطبي: موقع التشبيه بينهما من جهة أن دين المسلم ثابت، و أن ما يصدر عنه من العلوم و الخير قوت للأرواح مستطاب، و أنه لا يزال مستورا بدينه، و أنه ينتفع بكل ما صدر منه حيّا و ميّتا انتهى، و قال غيره: و المراد بكون فرع المؤمن في السماء رفع عمله و قبوله،

و روى البزار من طريق سفيان بن حسن عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): مثل المؤمن مثل النخلة، ما أتاك منها نفعك،

هكذا أورده [2]، و إسناده صحيح، و قد أفصح بالمقصود بأوجز عبارة، و أمّا من زعم أن موقع التشبيه من جهة كون النخلة إذا وقع رأسها ماتت، أو أنها لا تحمل حين تلقح، أو أنها تموت إذا غرقت، أو لأنّ لطلعها رائحة منيّ الآدميين، أو لكونها تعشق، أو لكونها تشرب من أعلاها، فكلها أوجه ضعيفة، لأن جميع ذلك من المتشابهات مشترك بالآدميين، لا يختص بالمسلم، و أضعف من ذلك قول من زعم أن ذلك لكونها خلقت من فضلة طين آدم، فإن الحديث في ذلك لم يثبت، و قول سيدنا عمر أحبّ إليّ من أن يكون لي كذا و كذا، زاد ابن حبان في صحيحه: أحسبه قال: حمر النّعم، و في الحديث من الفوائد غير ما تقدم امتحان العالم أذهان الطلبة بما يخفى من تبليغه لهم إن لم يفهموه.

و أما ما

رواه أبو داود من حديث معاوية عن النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم)‌ أنه نهى عن الأغلوطات‌

[3]، قال الأوزاعي أحد رواته: هي صعاب المسائل، إن ذلك محمول على ما لا نفع فيه، أو ما خرج على سبيل تعنت المسؤول أو تعجيزه و فيه التحريض على الفهم في العلم، و فيه دليل على بركة النخلة و ما تثمره، و فيه دليل على أن بيع الجمار جائز، لأن كل ما جاز أكله جاز بيعه و فيه دليل على جواز تجمير النخل، و فيه ضرب من الأمثال، و الأشباه لزيادة الإفهام و تصوير المعاني لترسخ في الذهن و لتحديد الفكر في النظر في حكم الحادثة، و فيه إشارة أن من تشبيه‌


[1] ذكره الحافظ في المطالب (2419).

[2] انظر المجمع 1/ 83 و المطالب (2891) و البخاري في التاريخ 7/ 248 و الحاكم 1/ 75، 4/ 513.

[3] و أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1179) و الطبراني في الكبير 19/ 389.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست