responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 485

قلت:

أتى سعد بن أبي وقاص بعد حجه يعوده من وجع أصابه، فقال: يا رسول اللّه بي ما ترى من الوجع، و أنا ذو مال، و لا يرثني إلا ابنة فأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا. قلت فالشطر؟، قال: لا. قال: «الثلث و الثلث كثير، إنك إن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس، إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه اللّه تعالى إلا أجرت بها حتى ما تجعله في في امرأتك»، فقال: يا رسول اللّه: أخلّف بعد أصحابي؟ فقال: «إنك لن تخلّف، فتعمل عملا صالحا إلا تزداد خيرا و رفعة ثم لعلّك أن تخلّف حتى ينتفع بك أقوام، و يضرّ بك آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم و لا تردهم على أعقابهم»،

لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أن مات بمكة و خلّف على سعد بن أبي وقاص رجلا و قال: إن مات بمكة فلا تدفنه بها يكره أن يموت الرجل في الأرض التي هاجر منها.

ثم سار- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- راجعا إلى المدينة فلما كان بالروحاء لقي ركبا فسلم عليهم‌ فقال: «من القوم؟» فقالوا المسلمون فمن القوم؟ فقال: «رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-» فرفعت امرأة صبيا لها من محفة فقالت: يا رسول اللّه: أ لهذا حج؟ قال: نعم. و لك أجر؟. فلما أتى ذا الحليفة بات بها حتى أصبح، و صلى في بطن الوادي.

قلت: و رأى و هو معرّس بذي الحليفة ببطن الوادي قيل له إنك ببطحاء مباركة.

فلما رأى المدينة كبر ثلاث مرات و قال: «لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، و هو على كل شي‌ء قدير، آئبون تائبون، عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق وعده، و نصر عبده، و هزم الأحزاب وحده».

و كان إذا قفل من حج أو عمرة أو غزوة فأوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا و قال: «لا إله إلا اللّه وحده، لا شريك له، له الملك و له الحمد (يحيي و يميت)، و هو حي لا يموت، بيده الخير و هو على كل شي‌ء قدير، آئبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق اللّه وعده، و نصر عبده، و هزم الأحزاب وحده» [1].

«اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، و كآبة المنقلب، و سوء المنظر في الأهل و المال و الولد، اللهم بلّغنا بك بلاغا صالحا يبلّغ إلى الخير بمغفرة منك و رضوان».

و لما نزل المعرّس نهى أن يطرقوا النساء ليلا، فطرق رجلان أهليهما فكلاهما وجد ما يكره، و أناخ بالبطحاء، و كان إذا خرج إلى الحج سلك على الشجرة، و إذا رجع من مكة دخل المدينة من معرّس الأبطح و كان في معرّسه في بطن الوادي، و كان فيه عامة الليل.


[1] أخرجه مسلم (1218) و انظر خلاصة البدر المنير 2/ 12.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 485
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست