responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 483

وَ يُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ‌ [التوبة/ 37] ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللّه السماوات و الأرض»، ثم قرأ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ‌ [التوبة/ 36] ثلاث متواليات: ذو القعدة، ذو الحجة، و المحرم، و رجب الذي يدعى شهر مضر الذي بين جمادى و شعبان، و الشهر تسعة و عشرون و ثلاثون، ألا هل بلغت؟

قال الناس: نعم فقال: اللهم اشهد».

ثم قال: «أيها الناس. إن للنساء عليكم حقا، و إن لكم عليهن حقا، فعليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا، و لا يدخلن بيوتكم أحدا تكرهونه إلا بإذنكم، فإن فعلن فإن اللّه تعالى قد أذن لكم أن تهجروهن بالمضاجع، و أن تضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين و أطعنكم، فلهن رزقهن و كسوتهن بالمعروف، و إنما النساء عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، و إنما أخذتموهن بأمانة اللّه، و استحللتم فروجهن بكلمة اللّه، فاتقوا اللّه في النساء، و استوصوا بهن خيرا، ألا هل بلّغت؟ قال الناس: نعم، قال: اللهم اشهد.

ثم قال: أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، و لكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرونه، فقد رضي به، إن المسلم أخو المسلم، إنما المسلمون إخوة، و لا يحل لامرئ مسلم دم أخيه و لا ماله إلا بطيب نفس منه، إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللّه فإذا قالوها عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها، و حسابهم على اللّه، لا تظلموا أنفسكم، لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض، إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا كتاب اللّه تعالى، ألا هل بلّغت؟ قال الناس: نعم قال: اللهم اشهد.

ثم انصرف إلى منزله و صلى الظهر و العصر يوم النّفر بالأبطح، قالت عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- إنما نزل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- بالمحصب، لأنه كان أسمح لخروجه.

و استأذنه العباس عمه في المبيت بمكة ليالي منّى من أجل سقايته، فأذن له، و استأذنه رعاء الإبل في البيتوتة خارج منى، فأرخص لهم أن يرموا يوم النحر، ثم يجمعوا رمي يومين بعد يوم النحر يرمونه في أحدهما، قال مالك: ظننت أنه قال: في أول يوم منهما، ثم يرمون يوم النفر قال ابن عيينة في هذا الحديث. رخص للرعاء أن يرموا يوما، و يتركوا يوما.

و لم يتعجل- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- في يومين، بل تأخر حتى أكمل رمي أيام التشريق الثلاثة، و أفاض- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يوم الثلاثاء بعد الظهر، إلى المحصّب و هو الأبطح، و هو خيف بني كنانة فوجد، أبا رافع قد ضرب فيه قباء هنالك، و كان على ثقله توفيقا من اللّه تعالى دون أن يأمره به رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فصلى به الظهر و العصر و المغرب و العشاء، و رقد رقدة ثم نهض إلى مكة

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست