الثاني: روى ابن أبي شيبة، و عبد بن حميد، و الطبراني، من طريق أبي شيبة بن عثمان، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما- أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- كان يصلي في رمضان عشرين ركعة، و الوتر في رمضان [1].
ضعّفه الإمام أحمد، و ابن منيع، و البخاري، و مسلم، و أبو داود، و الترمذي، و غيرهم، و كذبه شعبة، و قال ابن معين: ليس بثقة، وعد هذا الحديث من منكراته قال الأذرعي في التوسط: و أمّا ما نقل عنه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أنه صلى في اللّيلتين اللتين خرج فيهما عشرين ركعة فهو منكر.
و قال الزركشي في الخادم، دعوى أن النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- صلى بهم تلك الليلة عشرين ركعة لم يصح، بل الثابت في الصحيح الصلاة من غير ذكر العدد و جاء في رواية جابر «أنه صلى بهم ثمان ركعات، و الوتر ثم انتظروه في القابلة، فلم يخرج إليهم» رواه ابن خزيمة و ابن حبان في صحيحيهما.
الفرع الثاني. فيما كان يقرؤه في وتره- (صلّى اللّه عليه و سلّم).
روى الإمام أحمد، و الترمذي، و النسائي، مختصرا عن علي- رضي اللّه تعالى عنه- قال: «كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- يوتر بثلاث يقرأ فيهن تسع سور من المفصل، يقرأ في كل ركعة بثلاث سور، قال أسود: يقرأ في الركعة الأولى أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُو إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِو إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ.
و في الركعة الثانية: وَ الْعَصْرِو إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُو إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ. و في الركعة الثالثة قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَو تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍو قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[2].
و روى أبو داود، و البيهقي، عن ابن مسعود- رضي اللّه تعالى عنه- أن رجلا قال له «إني أقرأ المفصل في كل ركعة، فقال: أ هذّا كهذ الشّعر و نثرا كنثر الدّقل لكن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- كان يقرأ النظائر: السورتين في ركعة (الرحمن. و النجم) في ركعة و (اقتربت و الحاقة) في ركعة و (الطور. و الذاريات) في ركعة و (إذا وقعت، و نون) في ركعة و (عمّ. و المرسلات) في ركعة و (الدّخان. و إذا الشمس كورت) في ركعة و (سأل سائل. و النازعات) في ركعة و (ويل للمطففين. و عبس) في ركعة [3].
[1] رواه الطبراني في الكبير و الأوسط و قال الهيثمي 3/ 172 فيه أبو شيبة إبراهيم و هو ضعيف.
[2] أخرجه أحمد في المسند 1/ 89 و الترمذي 2/ 323 (460).