responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 405

أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض، فتخرجون من الأصواء، و من مصارعكم فتنظرون إليه و ينظر إليكم».

قال: قلت: يا رسول اللّه، كيف و نحن مل‌ء الأرض و هو عز و جل شخص واحد ينظر إلينا و ننظر إليه؟ قال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء اللّه عز و جل: الشمس و القمر آية منه صغيرة ترونهما و يريانكم ساعة واحدة [و لعمر إلهك أقدر على أن يراكم و ترونه من أن ترونهما و يريانكم‌] لا تضارّون- و في لفظ: لا تضامّون- في رؤيتهما». قلت: يا رسول اللّه، فما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه؟ قال: «تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا تخفى عليه منكم خافية، فيأخذ ربك عز و جل بيده غرفة من الماء فينضح بها قبلكم، فلعمر إلهك ما تخطئ وجه أحد منكم قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الرّيطة البيضاء. و أما الكافر فتنضحه أو قال: فتحطمه بمثل الحمم الأسود، ثم ينصرف نبيّكم و يتفرّق على أثره الصالحون فتسلكون جسرا من النار، فيطأ أحدكم الجمر فيقول: حسّ، فيقول ربّك عز و جل: أو إنّه ألا فتطلعون على حوض نبيّكم لا يظمأ و اللّه ناهله قط فلعمرو إلهك ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع عليها قدح يطهّره من الطّوف و البول و الأذى، و تحبس الشمس و القمر فلا ترون منهما واحدا».

قال: قلت يا رسول اللّه، فبم نبصر يومئذ؟ قال: «بمثل بصرك ساعتك هذه و ذلك مع طلوع الشمس في يوم أشرقته الأرض و واجهته الجبال». قال: قلت: يا رسول اللّه، فبم نجزى من سيئاتنا و حسناتنا؟ قال: «الحسنة بعشر أمثالها، و السّيّئة بمثلها إلا أن يعفو». قال: قلت: يا رسول اللّه، فما الجنة و ما النار؟ قال: «لعمر إلهك إن النار لها سبعة أبواب، ما منها بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما و إن للجنّة ثمانية أبواب ما منها بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما». قال: قلت: يا رسول اللّه، فعلام نطّلع من الجنة؟ قال: «على أنهار من عسل مصفّى و أنهار من خمر ما بها من صداع و لا ندامة، و أنهار من لبن لم يتغيّر طعمه، و ماء غير آسن، و فاكهة، و لعمر إلهك ما تعلمون، و خير من مثله معه أزواج مطهّرة». قال: قلت: يا رسول اللّه، أو لنا فيها أزواج أو منهنّ صالحات قال: «المصلحات للصالحين»، و في لفظ: «الصالحات للصالحين تلذّون بهن مثل لذّاتكم في الدنيا و يلذذن بكم غير أن لا توالد».

قال لقيط: قلت: يا رسول اللّه، أقصى ما نحن بالغون و منتهون إليه. فلم يجبه النبي (صلّى اللّه عليه و سلم). قال: قلت: يا رسول اللّه، علام أبايعك؟ قال: فبسط رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يده و قال:

«على إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و زيال الشّرك فلا تشرك باللّه إلها غيره». قال: فقلت: يا رسول اللّه، و إن لنا ما بين المشرق و المغرب؟ فقبض النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) يده و ظنّ أني أشترط عليه شيئا لا يعطينه.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست