responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 404

الباب الرابع و الثمانون في وفادة أبي رزين لقيط بن عامر العقيلي إليه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

روى عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند، و الطبراني عن لقيط بن عامر رضي اللّه تعالى عنه قال: خرجت أنا و صاحبي نهيك بن عاصم [بن مالك بن المنتفق‌] حتى قدمنا على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فقام في الناس خطيبا فقال:

«يا أيها الناس، ألا إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لتسمعوا الآن، ألا فهل من امرئ قد بعثه قومه؟» فقالوا: اعلم لنا ما يقول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «ألا ثم رجل لعلّه أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه ضال، ألا و إني مسؤول هل بلّغت؟ ألا اسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا».

فجلس الناس، و قمت أنا و صاحبي، حتى إذا فرغ لنا فؤاده و بصره قلت: يا رسول اللّه، ما عندك من علم الغيب؟ فضحك فقال: «لعمر اللّه». و هزّ رأسه و علم أني أبتغي سقطه، فقال: «ضنّ ربّك عز و جل بمفاتيح خمسة من الغيب لا يعلمها إلا اللّه». و أشار بيده، فقلت: و ما هي يا رسول اللّه؟ فقال: «علم المنية، قد علم متى منيّة أحدكم و لا تعلمونه، و علم ما في غد، و ما أنت طاعم غدا و لا تعلمه، و علم المني حين يكون في الرّحم قد علمه و لا تعلمونه، و علم الغيث يشرف عليكم آزلين مسنتين، فيظلّ يضحك قد علم أن غوثكم قريب». قال لقيط:

قلت: لن نعدم من ربّ يضحك خيرا يا رسول اللّه قال: «و علم يوم الساعة». قلت: يا رسول اللّه، إني سائلك عن حاجتي فلا تعجلني، قال: «سل عمّا شئت». قال: قلت يا رسول اللّه، علّمنا ممّا لا يعلم الناس و ممّا تعلم فإنّا من قبيل لا يصدّقون تصديقنا أحدا، من مذحج التي تدنو إلينا، و خثعم التي توالينا و عشيرتنا التي نحن منها.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «ثم تلبثون ما لبثتم، يتوفّى نبيّكم، ثم تبعث الصّائحة، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شي‌ء إلا مات، و الملائكة الذين مع ربك، فيصبح ربّك عز و جل يطوف في الأرض قد خلت عليه البلاد، فيرسل ربّك السماء تهضب من عند العرش، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل و لا مدفن ميّت إلا شقّت القبر عنه حتى تخلفه من قبل رأسه، فيستوي جالسا، فيقول ربّك: مهيم- لما كان فيه- فيقول: يا ربّ، أمس اليوم و لعهده بالحياة يحسبه حديث عهد بأهله».

فقلت: يا رسول اللّه، فكيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح و البلي و السباع؟ فقال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء اللّه، أشرقت على الأرض و هي مذرة بالية، فقلت لا تحيا هذه أبدا، ثم أرسل ربّك عليها فلم تلبث إلا أيّاما حتى أشرفت عليها و هي شربة واحدة، و لعمر إلهك لهو أقدر على‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست