responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 394

الباب الثامن و السبعون في وفود فزارة إليه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

روى ابن سعد [1]، و البيهقي عن أبي وجزة يزيد بن عبيد السّعدي رضي اللّه تعالى عنه قال: لما رجع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من تبوك و كانت سنة تسع قدم عليه وفد بني فزارة، بضعة عشر رجلا، فيهم خارجة بن حصن، و الحرّ بن قيس بن حصن و هو أصغرهم- و هم مسنتون- على ركاب عجاف، فجاءوا مقرّين بالإسلام. فنزلوا دار رملة بنت الحديث. و سألهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عن بلادهم،

فقال أحدهم: يا رسول اللّه، أسنتت بلادنا، و هلكت مواشينا، و أجدب جنابنا، و غرث عيالنا، فادع لنا ربّك يغيثنا، و اشفع لنا إلى ربّك، و ليشفع لنا ربّك إليك. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «سبحان اللّه، ويلك، هذا أنا أشفع إلى ربّي عز و جل فمن ذا الذي يشفع ربّنا إليه؟ لا إله إلا هو العليّ العظيم وسع كرسيّه السموات و الأرض فهي تئط من عظمته و جلاله كما يئطّ الرّحل الجديد». و قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «إن اللّه عز و جل ليضحك من شففكم و أزلكم و قرب غياثكم». فقال الأعرابي: يا رسول اللّه، و يضحك ربّنا عز و جل؟ فقال: «نعم».

فقال الأعرابي: لن نعدمك من ربّ يضحك خيرا. فضحك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من قوله، و صعد المنبر فتكلم بكلمات، و كان لا يرفع يديه في شي‌ء من الدعاء إلا في الاستسقاء. فرفع يديه حتى رئي بياض إبطيه و كان مما حفظ من دعائه: «اللهم اسق بلادك و بهائمك و انشر رحمتك و أحي بلدك الميّت، اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا طبقا واسعا، عاجلا غير آجل، نافعا غير ضارّ، اللهم اسقنا رحمة و لا تسقنا عذابا و لا هدما و لا غرقا و لا محقا، اللهم اسقنا الغيث و انصرنا على الأعداء». فقام أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري رضي اللّه تعالى عنه فقال: يا رسول اللّه، التّمر في المربد، و في لفظ المرابد. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «اللهم اسقنا» فعاد أبو لبابة لقوله، و عاد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لدعائه. فعاد أبو لبابة أيضا فقال: التمر في المربد يا رسول اللّه. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا يسدّ ثعلب مربده بإزاره». قالوا: و لا و اللّه ما نرى السماء من سحاب و لا قزعة و ما بيننا و بين سلع من بيت و لا دار، فطلعت من وراء سلع سحابة مثل التّرس، فلما توسّطت السماء انتشرت ثم أمطرت. قال:

فلا و اللّه ما رأينا الشمس سبتا. و قام أبو لبابة عريانا يسدّ ثعلب مربده بإزاره لئلّا يخرج التمر منه.

فجاء ذلك الرجل أو غيره فقال: يا رسول اللّه، هلكت الأموال و انقطعت السّبل فصعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) المنبر فدعا و رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه ثم قال: «اللهم حوالينا و لا علينا،


[1] أخرجه البيهقي في الدلائل 6/ 143. و ابن سعد في الطبقات 2/ 92. و انظر البداية و النهاية 6/ 105.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست