responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 366

أظهر الله تعالى نبيّه و نصره على عدوه فاخرج يا بن أخي إليه فإنه لا يقتل من أتاه.

فحمل أسيد امرأته و خرج و هي حامل تنتظر، و ألقت غلاما عند قرن الثعالب و أتى أسيد أهله فلبس قميصا و اعتمّ ثم أتى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و سارية قائم بالسيف عند رأسه يحرسه.

فأقبل أسيد حتى جلس بين يديّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و قال: يا محمد أهدرت دم أسيد؟ قال: «نعم» قال:

أتقبل منه إن جاء مؤمنا؟ قال: «نعم».

فوضع يده في يد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: هذه يدي في يدك أشهد أنك رسول اللّه و ألا إله إلا اللّه. فأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) رجلا يصرخ أن أسيد بن أبي أناس قد آمن و أمّنه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و مسح وجهه و ألقى يده على صدره. و يقال إن أسيد كان يدخل البيت المظلم فيضي‌ء. و قال أسيد بن أبي أناس:

أ أنت الّذي تهدي معدّا لدينها* * * بل الله يهديها و قال لك أشهد

فما حملت من ناقة فوق كورها* * * أبر و أوفى ذمّة من محمّد

و أكسى لبرد الحال قبل ابتذاله‌* * * و أعطى لرأس السّابق المتجرّد

تعلّم رسول الله أنّك قادر* * * على كلّ حيّ متهمين و منجد

تعلّم بأنّ الرّكب ركب عويمر* * * هم الكاذبون المخلفو كلّ موعد

أنبوا رسول اللّه أن قد هجوته‌* * * فلا رفعت سوطي إلي إذن يدي‌

سوى أنّني قد قلت ويل أمّ فتية* * * أصيبوا بنحس لا يطاق و أسعد

أصابهم من لم يكن لدمائهم‌* * * كفيئا فعزّت حسرتي و تنكدي‌

ذؤيب و كلثوم و سلمى تتابعوا* * * جميعا فإن لا تدمع العين تكمد

فلما أنشده: أ أنت الذي يهدي معدّا لدينها، قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «بل اللّه يهديها».

فقال الشاعر: «بل اللّه يهديها و قال لك اشهد».

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست