responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 332

و ذكروا لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ما كانوا يقسمون لصنمهم هذا من أنعامهم و حروثهم و أنهم كانوا يجعلون من ذلك جزءا له و جزءا للّه بزعمهم.

قالوا: كنا نزرع الزّرع فنجعل له وسطه، فنسمّيه له، و نسمّي زرعا أخر حجرة للّه، فإذا مالت الريح فالذي سميناه للّه جعلناه لعمّ أنس، و إذا مالت الريح فالذي سميناه لعم أنس جعلناه للّه. فذكر لهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أن اللّه عزّ و جلّ قد أنزل عليه في ذلك: وَ جَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَ الْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَ هذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَ ما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى‌ شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ‌ [الأنعام 136].

قالوا: و كنّا نتحاكم إليه فنكلّم. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «تلك الشياطين تكلّمكم». قالوا:

إنا أصبحنا يا رسول اللّه و قلوبنا تعرف أنه كان لا يضرّ و لا ينفع، و لا يدري من عبده ممّن لم يعبده. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «الحمد للّه الذي هداكم و أكرمكم بمحمد (صلّى اللّه عليه و سلم)». و سألوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عن أشياء من أمر دينهم، فجعل يخبرهم بها و أمر من يعلّمهم القرآن و السّنن، و أمرهم بالوفاء بالعهد و أداء الأمانة و حسن الجوار و ألّا يظلموا أحدا. قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم):

«الظّلم ظلمات يوم القيامة [1]».

و أنزلوا دار رملة بنت الحدث، و أمر بضيافة، فأجريت عليهم، ثم جاءوا بعد أيّام يودّعونه، فأمر لهم بجوائز باثنتي عشرة أوقية و نشّا، و رجعوا إلى قومهم فلم يحلّوا عقدة حتى هدموا عمّ أنس و حرّموا ما حرّم عليهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أحلّوا ما أحلّ لهم.

تنبيه: في بيان غريب ما سبق:.

خولان: بفتح الخاء المعجمة و سكون الواو.

من وراءنا: بفتح الميم.

آباط الإبل: بهمزة مفتوحة فألف فموحدة فألف فطاء مهملة: جمع إبط.

الحزون: بضم الحاء المهملة و الزاي جمع حزن بفتح الحاء و سكون الزاي: ما غلظ من الأرض.

الخطوة: بضم الخاء المعجمة و فتحها، فبالأول ما بين القدمين- و جمع القلّة خطوات و الكثرة خطاء- و بالثاني المرّة الواحدة.

الجواز: بكسر الجيم و ضمها: الذّمام و العهد و التأمين.


[1] أخرجه البخاري 3/ 169 و الترمذي (2030) و أحمد في المسند 2/ 137 و البيهقي 6/ 93.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست